للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحزين) بوضع إنما للحصر والتأكيد وتعقبه ذلك بقوله (ومن الناس من يرويها لغيره) هذا فضلا عن أنه لم يأت بالدليل بل أرجأه إلى جزء غير هذا، أما دليلنا على نقض ما جاء به فهو ما ورد في (أمالي السيد المرتضى في ص ٤٨ من الجزء الأول بمطبعة السعادة حول إنشاد الكميت

للفرزدق قصيدة ونصه (فقال الكميت:

بني هاشم رهط النبي فإنني ... بهم ولهم أرضى مرارا وأغضب

فقال له الفرزدق والله لو جزتهم إلى سواهم لذهب قولك باطلا) وقال السيد المرتضى في ص ٤٥ واسمه همام بن غالب وكنيته أبو فراس. . . وكان شيعيا مائلا إلى بني هاشم) وقال في ص ٤٨ أيضا (ومما يشهد أيضا بذلك ما أخبرنا به أبو عبيد الله المرزباني، قال حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا جدي يحيى بن الحسن العلوي قال حدثنا الحسين بن محمد بن طالب قال حدثني غير واحد من أهل الأدب أن علي بن الحسين عليه السلام حج فاستجهر الناس جماله وتشوفوا له وجعلوا يقولون من هذا؟ فقال الفرزدق (هذا ابن خير عباد الله كلهم الخ. . . ثم قال السيد رحمه الله (وفي رواية الغلابي أن هشام ابن عبد الملك حج في خلافة عبد الملك أو الوليد وهو حدث السن فأراد أن يستلم الحجر فلم يتمكن من ذلك لتزاحم الناس عليه فجلس ينظر خلوة فأقبل علي بن الحسين عليه السلام. . . فإذا بلغ الحجر تنحى الناس له عنه حتى يستلمه هيبة له وإجلالا فغاظ ذلك هشاما فقال له رجل من أهل الشام من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فقال هشام لا أعرفه - لئلا يرغب فيه أهل الشام - فقال الفرزدق وكان هناك حاضرا لكني أعرفه وذكر الأبيات) اهـ.

وقال ابن خلكان في تاريخه وفيات الأعيان في باب همام (وتنسب إليه مكرمة يرجى له بها الجنة وهي إنه لما حج هشام بن عبد الملك في أيام أبيه فطاف وجهد أن يصل إلى الحجر ليستلمه فلم يقدر عليه لكثرة الزحام فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه جماعة من أعيان أهل الشام فبينما هو كذلك إذ اقبل زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وقد تقدم ذكره وكان من أحسن الناس وجها وأطيبهم أرجا فطاف بالبيت فلما

<<  <  ج: ص:  >  >>