للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاء في المستند (نو ص ٦٤) أن المغول أخذوا عديا الكردي (شرف الدين عديا) إلى مراغة وقضي عليه بالقتل لاستيلائه على الدير. أما قلائد الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر (ص ١١٠) فإنه يذكر جهله تاريخ وفاته ولعل السبب قتلته في بلاد قاصية إذا صح قول المستند.

ولا بد أن يكون عدي هذا هو الذي استولى على الدير - على ما ظنه القس - وأن مر بين الاستيلاء وأخذ عدي إلى مراغة نحو أربعين سنة.

وعلى ذكر مراغة أقول: إن لليزيدية في كلامهم عن أخبار عدي ذكرا لهذه المدينة على ما سمعه منهم المسيو سيوفي (مجموعة نو ص ٨٠) وإن قالوا عن قطرها غير ما نعرفه عنه. ولعل ذلك أثر طامس لما حكاه المستند عن إيفاد (شرف الدين) عادي إليها.

رأينا أن الاستيلاء على الدير كان قبل سنة ٦١٩ بثلاث سنوات أو نحو تلك السنين ونرى هنا ذكر عادي (شرف الدين عدي) في زمن المغول وقد كان ذلك بعد أخذ الدير بنحو أربعين سنة وسنرى ما قالته رسالة الباشا (ص٢٠ - ١٨) نقلا عن ابن شاكر أن شمس الدين الحسن قتل في سنة ٦٤٤هـ (١٢٤٦م) وله من العمر ثلاثة وخمسون عاما. فكانت إذن ولادته في سنة ٥٩١هـ (١١٩٤م) فمن المحتمل أن والده شرف الدين عدياً كان شاباً حين ولادة ابنه وأنه استولى على الدير وهو كهل وكان شيخا معمرا حين قتل. ويتضح من ذلك كله أن المستولي على الدير هو شرف الدين أبو المفاخر عدي بن أبي البركات.

وهنا تعترضنا مسألة عن زمن الاستيلاء على هذا الدير وهذه المسألة هي أن الشيخ عدي بن مسافر كان على ما رواه المؤرخون يسكن (لالش) التي قيل فيها أيضا ليلش وأنه دفن في زاويتها على ما جاء في قلائد الجواهر (ص ٩٠) وأن

<<  <  ج: ص:  >  >>