للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حيث لا يعلمون وذهبوا إلى أن جدود اليزيدية الحاليين لم يكونوا مسلمين وقتا من الأوقات. ويشبه بطريقة معكوسة هذا القول المردود الذي غدا الكتاب يرجعون عنه قول من كان يرجع الصابئية (ديانة الصبا أي المندائية) إلى النصرانية ويقول عن أصحابها أنهم فرقة من النصارى تاهت في غياهب الضلال فيجوز لنفسه تسميتهم (نصارى القديس يوحنا (المعمدان)). ولا ينكر اليوم أحد أن تلك التسمية كانت غلطا فضيحا.

قلت إن اليزيدية كانوا قديما على معتقد مخالف للتوحيد فهل كانوا على دين القوم المسمى ترهايا (التيراهية) أو على بدعة من هذا الدين؟

قال تاريخ الموصل (٢٩٩: ١ ح) نقلا عن كتاب التاريخ السرياني (يريد به تاريخ ابن العبري بالسريانية ص٤٢٠: إن التيراهية هي الوثنية القديمة أي ديانة زرادشت) أما الذي

نراه في مجموعة (نو) (ص ٥٨ ح) ترجمة عن ابن العبري والذي سمعته ممن عرب لي كلام ابن العبري بالسريانية أن ترهايا (التيراهية) كانوا على وثنيتهم القديمة وأنها المجوسية (وفي ترجمة (نو) ديانة زرادشت. والكل واحد). ولخص تاريخ الموصل أيضا كلام ابن الأثير (٨٢: ١٢ في حوادث سنة ٦٠٢هـ - ١٢٠٥م) عن التيراهية من ذلك نقله ما يلي: (وكانوا (وكان التيراهية) كفارا لا دين لهم يرجعون إليه ولا مذهب يعتمدون عليه) والظاهر من كلم ابن العبري وابن الأثير والمستند أن ترهايا (التيراهية) لم يكن اسم ديانة بل اسم قوم فيصح أن يرتأى أنهم كانوا على دين المانوية القائل بمبدأ الخير ومبدأ الشر - وكان مركز أهل هذا الدين مدينة يزد - أو على بدعة من هذا الدين وأن جدود اليزيدية كانوا قديما على هذا الاعتقاد ثم كان من أمرهم ما رويته. ولا يزال اليزيدية يعتقدون مبدأين هما مبدأ الخير ومبدأ الشر. ويخافون مبدأ الشر خوفاً لا فوقه خوف ولا مزيد عليه.

النتيجة

١ - كان مقام (الشيخ عادي) الدير المصطلح عليه بدير مار يوحنان ومار يشوعسبران وكان الاستيلاء عليه ٦١٩هـ (١٢٢٢م) أو نحوها والمستولي عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>