للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زواجنا من شقائنا

(لغة العرب): هذه القصيدة تصور للقارئ حالة الزواج في العراق: يعهد إلى (سمسارة) أن تختار البنت التي تراها مناسبة للشباب فتذهب من دار إلى دار ومن موطن إلى موطن لتبحث عن ضالتها على ما تراها في نظرها. فإذا وقع بصرها عليها واستحسنتها أخذت في مدح الشاب وأعارته محاسن قد لا تكون فيه. واظهر أهل البنت للسمسارة حالة غير حالتهم المألوفة من جهة الثروة وصوروا لها أخلاقا في البنت قد لا يكون فيها ظلها. ثم تذهب السمسارة إلى بيت الشاب وتطري البنت حتى تجعلها من حور الجنان، وكل من الخطيبين لم ير صاحبه. وعلى هذا الوجه يجري الزواج فيتفق أن تتلاءم أذواق العروسين فيبقيا عائشين في الحب والائتلاف وهو قليل. أما في غالب الأحيان فإن التنابذ يبدو حين

تلاقي العينُ العين ثم يستحكم القلى في القلبين كلما عرف الواحد صاحبه ولا تكون الراحة إلا بالافتراق وهذا ما يصوره لنا الأستاذ بقلمه العسال. على أننا نقول: إن هذه العادة عادة الوساطة لا ترى عند النصارى. وكانت جارية قبل نحو خمسين سنة عندهم وهي موجودة إلى اليوم عند بعض اليهود:

١ - الخطبة

ذهبت تجوب مساكن الأحياء ... وتسير بالأوصاف والأنباء

ذهبت ترود لغيرها بتثاقل ... والزاد أحمال من الإيلاء

ومطيها كذب شموس مهلك ... تطوي به دوا من الإطراء

ذهبت تبحث زوجة مأمونة ... وجميلة وكريمة الآباء

<<  <  ج: ص:  >  >>