للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دخلت بيوت الناس تظهر حاجة ... تفهى الحوائج شأن كل مرائي

حتى استقرت في بيت مؤنس ... ظهرت عليه أمائر الأنداء

شعروا بمأربها فزادوا قدرها ... وبدوا لها في قمة العلياء

كذب إلى كذب ودعوى رثة ... وتفاخر بتقادم الأصداء

فكأنهم في حلبة كذبية ... يتسابقون بكاذب الإثراء

هذي الخطوب تقدمت فخيرة ... مداحة لقريبها المتنائي

عدته في أخلاقه وطباعه ... ملكا يعوم لطهره بسماء

مالت إلى أعماله مياسة ... فارتهموه برتبة الأمراء

ملك المشارق والمغارب ملكه ... والخادمون له من العظماء

ثم انثنت بلسانها ثرثارة ... كي يعلموا بمبذر معطاء

جنحت إلى وصف الشجاعة عنده ... جعلته ليثا هاج في الظلماء

فإذا جمعت خصاله وصلاحه ... تلفيه يقرب ساحة النباء

لو كان في ذا اللغو مكس أحجمت ... حتى يقال: شبيهة الخرساء

ثم انبرت تحفي عن البنت التي ... قد نال أهلوها جديد رجاء

فتوثبوا والمين خير مؤيد ... لكلامهم ذي الخبث والأدواء

متذائبين على المديح بهمة ... كرارة وبنية خشناء

مستعظمين جمال بنتهم التي ... لم تقتبس قبساً من الإعلاء

يطوون نهج الوصف دون تعثر ... طي البراق بليلة الإسراء

نعم الصناع بدت وخير فتية ... أم الجمال ومصدر اللألاء

بين الصواب وضده كف ولم ... تزل العيون عدوة الكذباء

٢ - الملاك

فتعاهدوا وجرى الملاك بسرعة ... وتآدبوا كتآدب النبلاء

ومشوا بأمتعة الجهاز بأطرق ... مشهورة لإذاعة الأشياء

ولطالما صدحت لذاك (مزيقة) ... لبيان أبهة وعرض ثراء

أما الخطيب فلا يزال مسائلا ... عن ذات خطبته بكل دهاء

<<  <  ج: ص:  >  >>