للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لئن يكن قد قضى نحبا فما برحت ... آثاره الغر تحيي ذكره العطرا

فكم له في فنون العلم من أثر! ... ما مات من في الورى أبقى له أثرا!

ومن الخطبة التي أنشأها وطبعها في بيروت في التهذيب هذه الأبيات أختمها بها وكلها حض على التعلم الذي دعا إليه كثيرا، قال رحمه الله:

فجر العلوم على أرجائكم طلعا ... فنبهوا منكم الطرف الذي هجعا!

وشاهدوا الكون في هذا الزمان تروا ... نور التهذب في أقطاره سطعا

لا يقطن المرء إذ قد جاز سن صبا ... فالعلم يفتح أبوابا لمن قرعا

وليس للمرء من فضل يزان به ... إن لم يكن في نهاه للعلوم وعى

فالعلم للعقل مثل الحد في عمل ... للسيف والسيف لولا الحد ما قطعا

ليس التهذب في تقليد من نسبوا ... إليه إن لم يكن بالعلم قد شفعا

وكان متدينا ورعا تقيا وقد اقترحت عليه كثير من كرائم سيدات موطنه أناشيد في مدح السيدة العذراء (عليها السلام) فأجاب الاقتراح ولباهن في ما طلبن فنظم لهن عدة أناشيد تسامح فيها من جهة اللغة والإعراب ووقعها على وزن أغاني شائعة موسيقيا

وفاته وتأبينه - رثاؤه

عبث المرض بجسمه النحيل، وتعلب به الداء، وما كان ليحتمله، فسقط عياءا وإذا الموت يوافيه صباح الثلاثاء لمنتصف أيلول سنة ١٨٩٥م فأودع الروح بارئها بعد جهاد طويل قضاه يعارك الزمان، ويطلب لوطنه الفلاح. وفي عصر ذلك اليوم بعد أن صلي عليه، وقف المرحوم الدكتور سليم الجريديني وابنه فالشاعر الثائر أسعد خليل داغر. فالمرحوم سامي كومين تأبينا مؤثرا بليغا ومن ثم أودع الثرى.

يسقي ثراه الغيث ما جن الدجى ... والشمس ما طلعت وما سفر القمر

رحمه الله رحمة واسعة.

بركات (السودان): ميشيل سليم كميد

<<  <  ج: ص:  >  >>