للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قطر رعته فأضحى السعد يخدمه ... عين الخديوي وأحيته مآثره

مولى علي أثيل المجد باذخه ... شديد عزم سديد الرأي باهره

بظله عم مصر الخير منتشرا ... وكل شأو به قرت نواظره

وذكر فضل الخديوي وما أنشأه من المدارس، وعدل فذكر فضله على الأرثوذكس والمدرسة التي أنشأها لهم قال:

قد عم إحسانه كل الأنام وقد ... جرى على فقراء الروم وافره

قامت بآلائه الغراء مدرسة ... لهم بها شكره رنت مزاهره

لا يحصر الوصف أفضلا له عزرت ... ولا يقوم بحق الشكر شاكره!

ولما توفي المرحوم العلامة سليم البستاني، وكان من معارفه، رثاه بهذه المرثية الحكمية، قال:

يبدي لنا الدهر من أحكامه عبرا ... في كل يوم وكم يجري لنا عبرا!

ونحن نغتر بالدنيا وزخرفها ... دوماً ونلهو ولسنا نذكر الخطرا!

كأننا لسنا ندري أننا بشر ... عقباهم الموت طال العمر أو قصرا؟

لا المال! كلا! ولا المجد الرفيع! ولا ... شرخ الشباب نراه يدفع القدرا!

كم سيد ماجد تحت التراب ثوى؟ ... وكم فتى أروع يحويه جوف ثرى؟

لا كان يوم، به الناعي نعى أسفا ... لنا سليما! فأجرى دمعنا مطرا

غالته أيدي الردى نورا مباغتة ... وعفرت في الثرى جثمانه النصرا

تبكي عليك بنو الآداب قاطبة ... أسى وترثيه أهل الفضل والشعرا

كذا الطروس تردت بالحداد على ... من كان يلبسها من نسجه حيرا

والنثر والنظم والإنشاء قد حزنت ... عليه إذ كان يجلوها لنا غررا

ناحت عليه المعاني! فهو مبرزها ... نفائسا تدهش الألباب مبتكرا

وقد بكته زواهي اللفظ نادبة! ... إذ طالما فاخرت في نطقه الدررا

ولوع الموت عرب الناس مع عجم ... لما طواه وأبكى البدو والحضرا

<<  <  ج: ص:  >  >>