للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بوق له صوت ينادي في الملا ... بالحب، يفصح عن بديع مقال

في شطرها الباقي، انتحى الرد على العمري:

قل للمعاند من أتى متعرضا ... جهلا له، ابشر بشر نكال

عرضت نفسك للمهالك، عندما ... وافيت تقحم غابة الرئبال

جردت هندي الخصام محاولا ... حربا ولست ترى من الأبطال

وبرزت تدعو للنزال ولم تكن ... لتطيق يوما، حملة بنزال!

فبم اغتررت بلا ارتئاه تاركا ... سبل الفطانة، حابط الأعمال؟

إني أراك فقدت حزمك حيثما ... غرتك غيبته، عن الأطلال

أفما دريت؟ بأن رشق سهامه ... يصمي ببعد مثل قرب محال!

وبأنه إن غاب عنك فكم له ... من صاحب حامي الذمار موالي!

لا غرو إن لم ينجلي لك صافيا ... نظم له أشهى من السلسال!

فلقد بدوت لنا مقرا شاهدا ... بفساد ذوقك في صريح مقال

وختمها بهذه الأبيات:

عار عليك بما أتيت لنا به ... في مدح نفسك من سنى الأقوال!

ليس الفتى من بات يحسب نفسه ... متسامياً بالعلم والأفضال

بل من يبيت القوم يشهر فضله ... فيذاع في الأسحار والآصال

وإذا رأيت فتى تصلف معجبا ... بالتيه فاحسبه من الجهال!

فالعالم السامي الحجا من لم يكن ... عن عجزه يا صاح في إغفال

فاعلم وذو الدعوى يؤوب بخيبة ... وبصفع وجه لا بصفع قذال!

واتفق أنه حين كان في مصر، اقترحت عليه (جمعية بطركخانة الروم الأرثوذكس) مدح خديوي مصر. إسماعيل باشا، لمكرمة أسداها إليها، فلبى الطلب ونظم قصيدة ذكر فيها أفضال الخديوي وقدمها إليه، قال:

البشر في قطر مصر فاح عاطره ... واليمن قد نورت فيه أزاهره

والسعد غرد في روض النجاح على ... أفنان أيك الهوى والصفو طائره

<<  <  ج: ص:  >  >>