مربب معمول بالرب كالمعسل ما عمل بالعسل ومربى أيضا من التربية) فما الفرق بين أن يقول القائل (وزنجبيل مربى) و (مربى السفرجل) من حيث معنى (مربى) فالأب مخطئ للصواب في ما اعتمد عليه فكره والدليل قد أقر بذلك.
٢٨ - وقال في ص ٤٥ ناقلا عن اليازجي (لأن النظر هنا يدل على الفحص والتدبر بخلاف الرؤية التي لا تكون إلا بالعين) قلت إن اختصاص اليازجي الرؤية بالعين مرغوب عنه لأن الرؤية تكون بالعين والعقل الذين سموه من قبل (قلبا) وقد نص على ذلك
القاموس.
٢٩ - وقال الأب جروجي جنن نفسه في ص ٤٣ (غلط: ذريت الملح، صوابه: ذررت الملح) ثم قال (وأما ذرى (بالتشديد) فيستعمل للحنطة والتراب ونحوه) ولكنه وقع في السطر الثاني في الخطأ نفسه فقد قال (وذررت أنا الحنطة: أطرتها قليلا في الهواء بالمذرى لكي أنقيها من التبن) وذلك باستعماله (ذر) للحنطة مع إرشاده الناس إلى أن الصواب (ذريت الحنطة) وهذا هو العلم المتكلف.
٣٠ - وقال الأب أيضاً في الصفحة بعينها (غلط: ابنه بالذخيرة صوابه ابنه بالتبني فالابن متبنى ومتخذ ابنا. والأب كفيله لأنه يكفله ويعوله ويقوم بأمره) وقد غلط الأب غلطين أولهما قوله (كفيله) والصواب أن يقول (كافله) لأن الكفيل هو الضامن في الدين وفي ما أشبهه. أما الكافل فهو الذي يكفل إنساناً أي يربيه ويعوله ومنه قوله تعالى عن مريم عليها السلام (وكفلها زكريا) والكفيل من (كفل به) والغلط الآخر قوله (متبنى ومتخذ ابنا) بوضع الواو مع أن معنى الجملتين واحد فالصواب (أي متخذ. . .)
٣١ - وقال في ص ٤٠ ناقلا عن اليازجي (غلط: أدليت الأحكام إليه صوابه أسندت إليه ولم يسمع استعمال (أدلى) بهذا المعنى) قلت إن ذلك عجيب لأن العرب إن كانوا لم يستعلموا (أدلى) بهذا المعنى فإنهم لم يغلقوا أمامنا باب الاستعارة ولا باب الكناية ولا غيرهما من الأبواب المباح دخولها. فقد استعيرت البئر للرجل واستعير الماء العذب للحق واستعيرت الدلو للأحكام فهي تمتلئ من الحق وتعود بأدنا مكتظة ليرتوي طلاب الحق منها.