ولهذا نطلب إلى حرة الصديق الطريحي وأمثاله أن يعذرونا عن نشر هذه الردود وأشباهها وكذلك النظرات أو الملاحظات أو ما ينطوي تحت أثناء هذه المرقعات.
وأما الأغلاط التاريخية فقد أشرنا إليها بأداة الاستفهام فإنها لا توافق ما ذكره المحققون في
هذا الصد فليراجع حضرته ما جاء في التاريخ المذكور ليرى المهاوي السحيقة القعر التي وقع فيها. وهكذا يقع من لم يقف على أحداث السنين.
فقوله:(لم يلقب بطهماز قلي خان غير الملوك الصفوية) غريب فلا نعلم أنزل بذلك وحي من السماء أم نص عليه أحد كبار (لا صغار) المؤرخين. ثم أن المذكور في التاريخ أن طهماسب الأول (والعامة تقول طهماز) لم يلقب بقلي خان (راج تاريخ زنباور ص ٢٦١). والشاه طهماسب الثاني هو الملك الحادي عشر لا العاشر. وملك إحدى عشرة سنة لا عشر سنوات وخلع سنة ١١٤٤ لا سنة ١١٤٩ ولو خلع في هذه السنة على ما يقول الكاتب لكانت سنو ملكه ١٤ سنة لا ١٠ كما قال. ثم أن ملكه مدة ١١ سنة ليس بقليل فلا يحق للمكاتب أن يقول: لم يطل على ملكه المطال (؟ كذا) وقال: ولد من أصل وضيع في بلاد خراسان والإنسان لا يولد في بلاد بل في بلدة أو قرية أو موطن من البلاد. إذن تعبيره خطأ والصواب أنه ولد في المشهد من أعمال خراسان. ثم في تشبيهه نادر شاه الأفشاري برضا خان بهلوي حط من قدر الشاه البهلوي العظيم الحالي لأن نادر شاه كان في أول أمره جمالا فقاطع طرق فقائد عصابة حتى صار ملكا فكيف يعارض بشاه بهلوي؟.
وقال حضرته إن (نادر شاه كان يلقب قبل السلطنة (بنادر قلي أفشاري) كما هو المشهور عن كثير من المؤرخين المشرقين (كذا بمعنى المشرقيين أو المشارقة أو الشرقيين) والمستشرقين). فنرجو منه الآن أن يذكر لنا أسماء الشرقيين من المؤرخين لنعرف منزلتهم من التحقيق. واسما واحدا لا غير من المستشرقين لنعرف منزلة هذا الكاتب من وقوفه على ما يكتبه المستشرقون إخوانه وإلى أي قوم ينتمي. فلعل ذلك المستشرق هو من قبائل الزولو أو الهتنتوت أو قبائل الوحشيين في قلب أفريقية؟. أما ما قاله حضرته عن مآثر نادر شاه أو طهماسب قلي خان في العراق فهذا مما نسلم له به فقط ولا نزيد على هذا القدر.