للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس لدى صديقي الفاضل نص على أن الآخر بمعنى الجنوب اطرادا لا مصادفة.

وهنا يحتج علي الصديق الوديع قائلا (وما دليلك على أن الضمير يعود على الشط وما الشط إلا جانب النهر مطلقا؟ فأقول: إن إطلاق ابن جبير لفظ (الشط) يراد به شط بغداد خاصة وإلا كان الكلام لغوا لأن الوصف لها والخبر عنها وإذ لا يقنع الصديق بهذا أحيله على ص ٢٠٨ من الرحلة فيرى (ثم باب البصلية، هذه الأبواب التي هي في السور

المحيط بها من أعلى الشط إلى أسفله) اهـ. فالمراد بالشط إذن شط بغداد الشرقي الذي له اسفل وأعلى وبالاعتماد على ما لخصت يكون قول الأستاذ في ص ٣٧٤ (إذ أن المقربة من باب البصلية قد نسبت إلى الدار وليس إلى القصور) غير صحيح لاستبداله الدار بالمجلس وهنالك اضطراب ظاهر في قوله (يحتمل أن تكون قصور الخليفة فوق دار ابن الجوزي أو تحتها) ثم قوله (ولعل الأرجح أن تكون تلك القصور فوق الدار فإني أرح الأرجح وانبذ ما فيه (أو) الشكية لأن مجلس ابن الجوزي المذكور في آخر الشط الجنوبي ولأن داره بحذاء مجلسه أي بازائه واستعمال لفظ (إزاء) يدل صراحة على أن الدار على الشط وعلى غرار المجلس مع فاصل بينهما سواء أكان جدارا أم طريقا ينفذ إلى (دجلة) والازاء لا يحتمل الصدد أي الأمام ولا الخلف بل اليمين أو الشمال. وبعد علمك بالفاضل تجزم أن (قصور الخليفة) فوق دار ابن الجوزي الحنبلي لا تحتها فيصح الترجيح هو الصحيح وذلك لأن المجلس يأتي بعد الدار كما رأينا وقال في ص ٣٧٤ أيضا (ومما يؤيد ذلك قول ياقوت عن القرية: إنها محلة في حريم دار الخلافة بل قال في مادة باقداري أنها بدار الخلافة) أما ابن جبير فقد قال في ص ٢٠٣ (وأكبرها القرية وهي التي نزلنا فيها بربض منها يعرف بالمربعة على شط دجلة بمقربة من الجسر) ثم قال (والعادة أن يكون لها جسران أحدهما مما يقرب من دور الخليفة والآخر فوقه) فالظاهر من قوله أن المربعة من أرباضها بمقربة من الجسر

<<  <  ج: ص:  >  >>