للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلاده على حافة الهوة الهاوية فأسرع وأبعدها عنها ونفخ فيها نسمة روح التجدد فإذا هي بلاد عصرية سائرة بخطا واسعة بجانب الأمم الحية الراقية المتمتعة بالعلوم والفنون والصنائع المنعشة وقد أصبحت اليوم تركية من الأمم التي يجب أن تراعى حقوقها كل المراعاة بلا فرق بينها وبين أقواها بأسا ومراسا.

وبعد أن بعث مصطفى كمال روح الحياة في الجيش التركي أخذ على نفسه رفع مستوى قومه إلى مستوى أعظم الأجيال رقيا في الحضارة والعمران فأفلح لأنه أصلح اليوم في بلاده كل ما يتعلق بالسياسة والألفة والاقتصاد بل اندفع إلى ترقية الآداب والوسائل التي تؤدي إليها كالكتابة والكتب ومعاجم اللغة. وهذا ما يرويه لنا المسيو جان مليا بعبارة بديعة جلية ودراية وكفاية تشهدان له بعلو الكعب. فكتابه هذا لا يستغني عنه من يود الوقوف على ما جرى في تركية بعد الحرب وما يجري فيها إلى اليوم.

المجمل في تاريخ الأدب العربية

٢ - ولكون النقد الشريف قائما على دعائم الإنصاف نقول: إن البيتين اللذين نسبهما صاحب الفخري إلى (الفرزدق) قد عزاهما (أبو الفرج الاصفهاني) في كتباه (مقاتل الطالبيين) إلى (عبد الله بن الزبير الأسدي) وليس لنا فيهما إلا نصف حجة.

ومما يحمد عليه هذا الجامع الفاضل تجنبه التفضيل بين الشعراء وربما اعتمد في ذلك على أن الأذواق متباينة فما يستمرئه أحد الناس قد يستمرئه أو لا يستمرئه غيره. أما الكلمة التي بدرت منا نحوه للتعريض بتهذيبه لتاريخ مساجد بغداد فقد أردنا بها أن يتجافى عن الأسلوب الظني في الأمور التاريخية الثابتة ويتحاشى عن سلق الناس بلسانه المعروف المألوف. فالمشهور بين الناس أنه صاحب توقيع (حاصد) وحاصد هو القائل في إحدى الجرائد (خادم العرب ولغتهم أو البائس أو مصطفى جواد مخلوق كثير عليه أن اذكر اسمه فضلا عن

<<  <  ج: ص:  >  >>