للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عربية الأصل في نظرنا وهي الفقع (بفتح الأول وكسره) فالفاء في اللغتين العربية والغربية واحدة وأما النون الإفرنجية فمن وضع الغربيين وهم كثيرا ما يقحمونها كلما وجدوا متحركا فساكنا عندنا. مثال ذلك وبالإضافة أي ينبوع أو عين. فأصلها (بض) واصل البض: السيلان قليلا من شق صغير في الأرض. وفيه لغات بط ونبض إلى غيرها. وكذلك القول في أي الجبل فإن أصله (مد) أو مط لامتداده في السماء أو الجو، إلى غير ذلك وهو كثير. والفقع بالمعنى الذي يريده الغربيون مذكور أيضا في كتب السلف منا. قال في اللسان: (الفقع والفقع بالفتح والكسر: الأبيض الرخو من الكمأة وهو أردأها. قال الراعي:

بلاد يبز الفقع فيها قناعه ... كما ابيض شيخ من رفاعة أجلح

وجمع الفقع بالفتح فقعة (كقردة) مثل جبء وجبأة. وجمع الفقع بالكسر فقعة أيضا مثل قرد وقردة. وفي حديث عاتكة: (قالت لابن جرموز: يا ابن فقع القردد) قال ابن الأثير: الفقع ضرب من أردأ الكمأة. والقردد أرض مرتفعة إلى جنب وهدة وقال أبو حنيفة: الفقع يطلع من الأرض فيظهر أبيض وهو رديء. والجيد ما حفر عنه لو استخرج. والجمع أفقع وفقوع وفقعة. قال:

ومن جني الأرض ما تأتي الرعاء به ... من ابن أوبر والمغرود والفقعة

ويشبه به الرجل الذليل فيقال: (هو فقع قرقر ويقال أيضا: (أذل من فقع بقرقر) لأن الدواب

تنجله بأرجلها. قال النابغة يهجو النعمان بن المنذر:

حدثوني بني الشقيقة ما يم ... نع فقعا بقرقر أن يزولا

الليث: الفقع. كم يخرج من أصل الأجرد: وهو نبت قال: وهو من أردأ الكمأة وأسرعها فسادا. انتهى كلام صاحب اللسان.

فأنت ترى من هذا النص البديع التفصيل (وقد أوردناه برمته ليعلم فضل السلف العرب من ينكره عليهم) إن ما سماه الغربيون هو الفقع نفسه.

له بقية

<<  <  ج: ص:  >  >>