للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجمل في تاريخ الأدب العربي

- ٣ -

٤ - وقال في الصفحة الأولى أيضا قاتلها الله (ولكن القوم قد أسرفوا وأسفوا حتى وصفوا به - أي الأديب - كل من حفظ أبياتا أو سود صحيفة. . . ولم يعودوا يميزون بين الحق والباطل ولكن لكل فوضى نظاما) وقد أصاب الحقيقة بكلامه الأول أفلا تراه قال (لم يعودوا يميزون) مع أن الأدباء والخبراء بأساليب العرب ينفون خبر عاد) فيقولون (وعادوا لا يميزون) وقوله (ولكن لكل فوضى نظاما) كقولهم (ولكن لكل حي مخلوق موتا) فما أدخل هذه التوافه في أول تاريخ الأدب!؟

٥ - وقال في ص ٢ (فلما وجد أن ذلك قد قام بإفهام مراده مضى في استعماله عند الحاجة إليه) غير عالم بأن جواب (لما) الظرفية الشرطية يكون في زمانها، ولجهله ذلك قال (عند

الحاجة إليه) فتدافع طرفا الكلام بهذا الظرف العريض.

٦ - وقال في ص ٣ (لأنه يستعرض لغة الأمة في أجمل قوالبها وأبدع أساليبها) يريد (يعرض) كقولهم (عرض الجند إذا أمرهم عليه ونظر ما حالهم.) أما (استعرضه) فمعناه (قال له أعرض علي ما عندك) وشتان هما عند الأدباء.

٧ - وقال في ص ٤ (قامت هنالك ثلاث دول كبرى) والفصيح: (الثلاث الدول الكبرى) أو (ثلاث دول هي كبرى الدول) بتعريف اسم التفضيل بأل أو الإضافة لأن (الكبرى) مؤنث (الأكبر) فكما أن (الأكبر) لا يسمى هذا الاسم إلا إذا كان معرفة لا تسمى (الكبرى) هذا الاسم إلا عند التعرف وكيف لم ينتبه الأثري إلى أن اسم التفضيل لا يطابق موصوفه إلا إذا عرف بأل أو أضيف إلى معرفة ولما شذت من ذلك (أخرى) وجمعها (آخر) قال النحويون أنها صفة معدول بها عن أصلها فيجب منع الجمع من الصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>