للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العربية ومزاياها، والذي يدفعنا إلى هذا القول أسباب جمة:

٢ - أدلتنا على فضل لغتنا

أول هذه الأدلة اختلاط سلفنا العرب بالأمم القديمة أصحاب اللغات التي كانت مبثوثة في سقي البحر المتوسط أي بالأمم الهندية الأوربية وبسواها.

والهنود الأوربيون في مختلف لغاتهم غير متصلين بعضهم ببعض على طراز الساميين إذ هؤلاء تستحكم بينهم عرا النسب وتشج وشجا وثيقا، ولا يمكنك أن تنكر ما عند القبيلين من المنازل التي تدل على أصلهم منذ القدم. ومن هذين القبيلين نشأ العمران الأكبر، عمران العالم الحديث. وأصل هذين القبيلين البشريين وتطورهما أو تكاملهما هما المسألتان الرئيستان اللتان تهمان التاريخ.

على أن بعض متعصبة الإفرنج وشعوبيتهم يحاولون أن ينكروا كل ممالأة جاءت من قبل الساميين. وينسبون كل تبحر في الحضارة إلى العنصر غير السامي بيد أن مكشوفات العراق وسورية وفلسطين وديار مصر والهند هبت من قبورها ودفائنها لتفند هذا الزعم الفائل، وتكذب أولئك المتقولين والمغرضين.

ولهذا صار مما نرغب فيه اليوم ويفيد المؤرخين والباحثين أن يتقصى الحفي في الآثار، ليطلع على أقدم الطوارئ الآرية التي هبطت على آسية المتقدمة، ويحاكم أحداث تلك

الأجيال محاكمة مجردة من كل غرض.

إننا نعلم أن الفريجيين والأرمن وبعض أقوام آسية الصغرى الواغلة في القدم كانوا ينتمون إلى العشيرة الهندية الأوربية. والآن جاءت الأنبياء لتروي لنا أن هناك آريين أسبقين بدوا لنا اليوم لينضموا إلى العشيرة المذكورة. فانبثاق هذا الفجر الجديد يطلعنا على أمور كان علماء الإفرنج أنكروها قبل نحو بضعة قرون وهي الآن تزداد جلاء ووضوحا، إذ يبدو لنا الآريون، بل قل: الآريون الأسبقون بمظهر العائشين في الشرق المتقدم، عيشة تدل على أنهم كانوا يخالطون الساميين منذ الأزمان الضاربة بعرق في القدم. فإلى ذلك العهد تنسب الألفاظ اليونانية والرومانية التي تشبه في تركيبها وبنيتها وبساطتها الألفاظ السامية، أو

<<  <  ج: ص:  >  >>