للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أي السن بمعنى القمر) يصورونه بهيئة ثور ومنه في لغتنا: السن: الثور.

والذي يزيدنا رسوخا في هذا القول أن هذه المادة، مادة (س ي ن) أو (س ن ي) أو (س ن) في جميع اللغات السامية، فهو أعظم دليل على أن أجدادنا الأقدمين سبقوا غيرهم إلى وضعها.

هذا أصل السلني في نظرنا، وأما ايليوس الذي معناه الشمس في اليونانية، فصحيح لفظه بتفخيم الهمزة، أي يجعل الهمزة هاء أو حاء أو عينا في لساننا مما يحملنا على القول بأن أصلها كان (هيل) أو (حيل) أو (عيل) بعد حذف أداة الإعراب وبعد اعتبار القلب والإبدال فيها كلها. هذا فضلا عن أنه يسوغ لنا أن نعتبر الهمزة أصلية على لغة من لغاتهم. إذ لكل لفظة من تلك الألفاظ وجه في لغتنا وهو أمر عجيب.

فإن اعتبرت الأصل (إيل) فمعناها الإله وسميت كذلك لأن الأقدمين عبدوها كما يعبد الإله.

وإن ذهبت إلى أن الأصل هو (هيل) قلنا لك: أن هذه المادة معناها الدائرة النيرة. ومنها (الهالة) للدارة حول القمر. والهولة: نار التهويل.

وإن قلت أن الأصل هو (عيل) قلنا لك: أما أنه مقلوب العول مصدر عال عياله أي كفاهم معاشهم ومأنهم والشمس كما تعلم سبب معاش الخلائق كلها. وأما أنه مقلوب العلو لأن الشمس من أكبر الأجرام العلوية في نظر العوام من الناس.

أما إذا ارتأيت أن الأصل هو (حيل) قلنا لك: أما أنك تعتبر هذا اللفظ على وجهه الظاهر والحيل هو القوة كالحول والشمس هي سبب قوة المبروءات كلها. وأما أن تعتبرها مقلوبة (حول) والحول كالحيل القوة. بل حول نفسها (بلا لام التعريف وبضم الحاء غير المعجمة) علم للشمس. وقد ذكرها ابن منظور في نثار الأزهار ص ١٠٢ وهي التي نقلها اللاتين إلى صورة والفرنسيون إلى والإنكليز إلى وهكذا تراها في جميع اللغات واللغيات الصكصونية بفرق زهيد والأصل هو حول. ومن الغريب أننا لم نجدها في كتب اللغة القديمة ولا في المعاجم الحديثة وهي من الحروف التي

<<  <  ج: ص:  >  >>