للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا بد لما فيها من الصلة بالألفاظ الآرية الأصل.

ومن غريب الأمر أن مثل هذا التغيير وقع بعد الإسلام وفي أبان ازدهار الآداب العربية فأخذ السلف عن الأندلسيين الأجانب ألفاظا بصورتها الأعجمية في حين كانوا في غنى عنها لأن ما اقتبسوه من أولئك الأقوام من المفردات هو عربي النجار ونحن نضرب لذلك مثلا واحدا تقيس عليه ما جاء من هذا القبيل.

بين أدباء المائة السادسة للهجرة رجل عربي محض الدم هو أبو القاسم خلف ابن عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال بن يوسف بن داحة بن داكة بن نصر بن عبد الكريم بن واقد الخزرجي الأنصاري القرطبي كان من علماء الأندلس الكبار وله التآليف الجليلة المفيدة. وهو معروف عند الكتاب والمؤرخين باسم (ابن بشكوال) ولم أجد من بحث عن أصل هذه الكلمة. والذي عندي أن اللفظة بهذه الصورة إسبانية أي أندلسية أعجمية وهي تصحيف (الفصحي). وبين الاسمين فرق في اللفظ لا يمكن أن ينكر. أما أنه كيف صار (الفصمعي) بشكوال فنقول: أن الإفرنج نقلوا الكلمة إلى لسانهم بعدة صور منها فنقلت الفاء العربية إلى حرف والصاد إلى والحاء إلى أو ولما نسبوا إلى الفصح الإفرنجية قالوا والإسبانيون قالوا ولما كان الإسبانيون والعرب الأندلسيون في العصور الوسطى يلفظون بعض الأحيان السين شينا صارت (الفصحي) (بشكوال) وهو أمر في منتهى

الغرابة لعدم وجود أدنى مجانسة بين الكلمتين ومع ذلك لا يمكن لأي كان أن ينكر هذه الحقيقة لوضوحها. هذا ولم نر أحدا صارح بهذا الأصل سواء أكان من أبناء لغتنا أم من أبناء الغرب.

والنصارى يسمون (بشكوال) أو أن شئت فقل (فصحي) من يولد من أبنائهم في زمن الفصح. وهكذا اشتهر عندنا كثير من الأئمة باسم (بشكوال) أي الفصحي. منهم القديس بشكوال الأول البابا المتوفى في سنة ٨٢٤م (١١٠٩هـ) والقديس بشكوال بيلون المولود في سنة ١٥٤٠ م (٩٤٧هـ) والمتوفى سنة ١٥٩٢م (١٠٠١هـ) فبشكوال اسم نصراني بحت. وابن بشكوال مسلم عربي.

فكيف تسمى مسلم باسم مسيحي صرف؟

<<  <  ج: ص:  >  >>