للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنما كانت على ما يشاء لها الاتفاق والحوادث.

إني أذهب اليوم مذهب العلاقة دي خويه إلى أن في العراق موضعين يعرفان بهذا الاسم (بسما وبسمى) وأحدهما معروف وهو التل الذي نقب فيه الدكتور بدجر جمس بانكس الأثري الأميركي عام ١٩٠٣ وموقعه بين فرات الحلة والغراف وسندرج في جزء مقبل مقالة مسهبا فيها عن هذه المدينة المطمورة منذ أجيال وقد كشفت معاول النقابين عنها النقاب بمشارفة الدكتور المشار إليه فويق هذا.

أما الموضع الثاني المعروف بهذا الاسم فقد بحث عنه في أسفار الرحالين والنقابين والرواد التي بحوزتي فعثرت على ضالتي في أحدها ولم أكتف بذلك بل استطلعت جماعة من الشيوخ الخبيرين بمواطن العراق القديمة والحديثة والملمين بأسماء الروابي والأطلال المنبثة في أطراف الديوانية والغراف وكوت العمارة وفي غيرها وجلهم من المكارين الذين قضوا معظم حياتهم في التنقل من بلدة إلى أخرى فذكر لي بعضهم أن بسمايا تل يبعد عن بلد الكوت نحو ثلاث أو أربع ساعات وذكر آخرون الأنقاض المشهورة الواقعة في شرق الديوانية وقد أجمعت كلمتهم أخيرا على أن في العراق موضعين يعرفان بهذا الاسم، وتأييدا لما نحن بصدده أنقل للمطالع ما جاء في كتاب (بسمايا) أو أدب المفقودة لمؤلفه الدكتور بنكس المطبوع عام ١٩١٢ م ص ٣٨٤ قال المؤلف:

(لم تكن بسمى التي نقبنا فيها الأنقاض الوحيدة في ديار بابل تعرف بهذا الاسم بل هناك بسمى أخرى واقعة في الجهة اليمنى من دجلة قائمة فوق بلدة الكوت تبعد عنها نحو أربع ساعات، وكثيرا ما رغبت في تفقد معالمها فأتاح لي الحظ يوما أن أقضي طول نهاري باحثا منقبا في أطلالها، بينما كنت أنتظر ورود باخرة لتنقلني، فانتهزت فرصة تأخرها ونلت مبتغاي).

(تحتوي الأنقاض على تل واحد طوله نحو نصف ميل في عرض ربع ميل وعلوه خمسون قدما وتكاد تكون قمته مستوية بيد أن أطرافه قائمة متحدرة وقد أثرت فيها سيول الأمطار تأثيرا عظيما فجرفت قسما منها وأصبحت أخاديد عميقة تشبه السواقي وهناك كثير من قطع الخزف المدهونة

<<  <  ج: ص:  >  >>