للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بدهان أزرق والأجر المشوي وفي الطرف الجنوبي وجدنا احدورا فيه تابوت من الطين فيه سكة من عهد الفرثيين وهم الارشكيون وقد نخرها التراب ثم عثرنا على عدد كبير من النقود مبعثرة في كل مكان من التل غير أنها كانت منخورة جدا

حتى أننا لم نهتد إلى معرفة اسم ضاربها ولا إلى تحقيق ما عليها من الكتابة وقد استفدت فائدة كثيرة من الرسوم المنقوشة على الأجر وفي بعضها وجدنا كتابة تشتمل على ثلاثة أسطر منقوش فيها اسم نبو كد نصر ولكن لم نر فيها أثرا لاسم المدينة ومن الأجر ما هو مطبوع عليه رسم مربع صغير غير أن معظم الأجر مكتوب عليه كلمة واحدة بحروف عبرية أو أرمية وقد انتقيت أحسنها وحفظتها معي لكي أقف منها على اسم ذلك الموضع القديم وبعثت بنسخة من تلك الكتابة إلى الأستاذ توري من جامعة بل فأجابني أن الحروف إرمية قديمة وتلفظ كرنبو ويعقب هذا الاسم إشارة تمثل برجين وتدل على أن تلك الكلمة كانت اسم المدينة وقد وردت لفظة (كرنبو) في الكتابات الآشورية وكانت لها علاقة بكوثى (تل إبراهيم) ويذهب جمهور من الأثريين إلى أنها من أقدم المدن في تلك الناحية وقد أورد ياقوت اسم كرنبو نقلا عن كتبة اليهود أنه كان ابن كوثى بن ارفكشاد بن سام بن نوح ويقال أيضا أن كرنبو كان والد زوجة إبراهيم ويظهر من التقاليد أيضا أن بسمى هذه تمثل موضع إحدى مدن بلاد بابل الواغلة في القدم، هذا وسطح الأنقاض يرشدنا إلى العصور الأخيرة من دولتي بابل وفرثية فإن ذلك التل عال جدا ومن المحتمل أن في ثناياه وطبقاته آثار أمم قديمة والتنقيب فيه سهل ومضمون النجاح).

(إن شظايا الخزف لم تكن خالية من فائدة لأنها كانت مدهونة بدهان أزرق وأحمر وأبيض وبعضها كانت مطبوعة بطابع ومن الطوابع رسم دائرة وضمنها رمز قديم بهيئة صليب يوناني من ذراعين معقوفتين ومنها تصميم يدل على شعار كشعار الدولة العثمانية أي يلمح إلى راية الهلال ولا يبعد أن النجم المستدير يمثل الشمس ومهما يكن من الأمر فإن الواقع يحملني على أن أبحث عن أصل ذلك الرمز المعدود عند العموم كرمز تركي المنشأ لأنه ظهر أولا على الراية العثمانية في هذا العصر فقد جاء في روايات الأقدمين أن ذلك الرمز منشأه الملك

<<  <  ج: ص:  >  >>