للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيليب والد إسكندر الكبير فإنه في إحدى غزواته باغت سكان بوزنطية ليلا فكان النجم المتألق في السماء القائم بالقرب من القمر سببا في إثارة كلاب الأزقة وأخذت تنح نباحا شديدا فهب الأهالي وأدركوا الخطر المحدق بهم فقاموا في الحال وأخذوا يذودون عن حياض المدينة حتى أنقذوها من ضربة العدو واستيلائه عليها، بيد أن الاكتشافات في هذه البقعة تحملنا على أن نعتقد أن ذلك الرمز قديم جدا ويتجاوز في القدم عصر فيليب إذ

كان في زمن الشمريين ذلك الرمز كسمة تمثل كلمة رقية ومن المؤكد كون أصل ذلك الشعار تعويذة لطرد الأرواح الخبيثة وتقليص ظل الأمراض والنكبات ولجلب اليمن والسعادة وقد اتخذ أهالي المشرق قاطبة هذا الرمز حرزا حريزا بيد أن الفرس والفرثيين انفردوا به دون سواهم حتى طبعوا رسمه على مسكوكاتهم).

هذا ومن العراقيين من يذهب إلى وجود موضع ثالث يعرف باسم بسمايا وذلك نقلا عن شيوخ بوادي العراق حتى أن أحد الأعراب أتى يوما إلى النقاب الأميركي في بسمى وأكد للعريف الذي برفقته أن التلال التي ينقب فيها لم تكن التلال الواقعة في بسمايا الأصلية فحمله قوله هذا أن يرافقه مع جماعة من الفعلة إلى المحل الذي أشار إليه وقد ذكر ذلك بنكس في كتابه المذكور في صدر هذا المقال ص ١٥٤ - ١٥٥ قال ما ترجمته:

(بعد أن أسفرت التنقيبات عن نتيجة حسنة أتاني (الاونباشي) ذات يوم بخبر مفزع مآله أن التنقيبات لم تكن جارية في أنقاض بسمايا الأصلية وأن بسمايا الحقيقية التي هي مطمح أنظارنا واقعة على مسافة ميلين أو ثلاثة أميال من هنا إلى الجنوب وراء تلك الجبال (الروابي الرملية) حتى قال حقا لقد أضعنا وقتنا وذهبت أتعابنا سدى واستمر مصرا على قوله هذا أننا لم نظفر بعد بضالتنا المنشودة فاعتمادا على ما فاه به أعددت عدتي وغادرت محلي قاصدا الموضع الذي أشار إليه ولما بلغناه ألفينا أعالي التلال مغطاة بشظايا من الخزف غير المصقول وشاهدنا في أماكن كثيرة آثار جدران مبنية بالأجر المسنم المشوي وبعد أن نبشنا الأرض خرقنا بضعة خروق لم نعثر على شئ مهم يستحق الذكر سوى سطح صهريج معد للماء مصنوع من الأجر الخزفي الصلب وقدر قطره نحو متر وعمقه متساوي

<<  <  ج: ص:  >  >>