فيها علاجا لمداواة العلل التي تدب في جسم العراق الأدبي والسياسي. إذن بين يديك رسالة مضحكة مسلية مهذبة مؤدبة فأسرع في اقتنائها.
٩٠ - كتاب الأغاني
لأبي الفرج الأصفهاني - الجزء الثاني، طبع في مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة سنة ١٩٢٨.
ما زالت هذه الدار المباركة تخرج من الأسفار العلمية والأدبية ما يكون الأحكام والتحقيق والاستقراء والتأنق والذوق الجميل من بعض نعوته المتوافرة فها هو ذا الجزء الثاني بين يدي معلنا فضل هذه الدار ومشجعيها مذيعا خدمة علمائنا الغير تلك الخدمة التي لم يوفق لها إلا أولو الحصافة وإخلاص العمل للعرب ومن والاها والله لا يضيع أجر من أحسن عملا. صفحاته ٥٢٣ بكاغد صقيل وطبع جليل وتحقيق نبيل وتوضيح كالسلسبيل فلمثل ذلك فليعمل العاملون وفي نظائره فليتنافس المتنافسون وقد صدق من قال:
إذا لم أكن في ما أزاول محكما ... فلست قمينا أن أعيش مع الناس
ومما يستبدع من أصاليح هذا الكتاب البديع تعدد الفهارس لما فيه من متباين الأمور ومختلف المضامين إلا فهرس الشوارد أي الكلمات النادرة عن كتب اللغة - وكتب اللغة لعمر الحق ناقصة - وقد أشار إلي إعواز هذا الفهرس للكتاب الكرملي في نقده الجزء الأول (لغة العرب ٥: ٢٤٤ و٢٤٥) ومما يؤخذ على القائمين بهذا الأمر إهمالهم ضبط الأعلام في الفهارس بالشكل وضبطها مما لا يمكن الاستغناء عنه ولطالما عملته الفرنجة فإذا تبين القارئ العلم في الفهرست لم يحتج إلى معارضته بنفسه في أثناء الكتاب ليصح نطقه به والأعلام من أشد الكلمات استغلاقا على القراء.
وقد لحظنا إن مطبعة الدار يعوزها اللام الأخيرة المستقلة لأن كثير منها محطوم ومثلوم، ولنا في الكتاب نظرات هي:
١ - في ص د (وليس بهوامشه سوى بعض كلمات) ونحن لا نرى في إضافة (بعض) إلى الجمع النكرة تركيبا عربيا فكما لا يقال (كل كلمات) لا يقال (بعض كلمات) فالصواب (كلمات قليلة).
٢ - وردت (البهم) في ص ١١ مرتين غير مفسرة ولكنهم فسروها في ص