للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعله الصاروج وهو الكلس تبنى وتطلى به حيطان البيت. وفي (كتاب الحيوان) للجاحظ (ج ٣ ص ٤٧) (فيأكلان من صروح الحيطان وهي شيء بين الملح والحمض وبين التراب الخالص فيزقان الفرخ. . . الخ، فنقول: السورج كلمة فارسية الأصل أي شوره (وزان كوره) وعربت شورج بالشين المعجمة وسورج بالسين المهملة وصحفت بصورة صورج بالصاد. والمشهور عند

العراقيين شورة كما في الفارسية وبالفرنسية وهو ملح يكون في أصول الحيطان. والكلمة معروفة في العراق منذ عهد العباسيين وربما قبل ذلك العهد. وقد ذكره ابن البيطار باسم السورج قال: ديسقوريدس في الخامسة هو شيء يتولد من البحر وهو جنس من الزبد ويتولد في المواضع الصخرية القريبة من البحر وله مثل قوة الملح. جالينوس في ١١ هذا إنما هو شبيه بالزهرة أو بالزبد مرتفع فوق الملح وهو ألطف من الملح بكثير. . .) قلنا: ومن أسمائها في العربية: فقاح الملح، ورغوة الملح، وزبد الملح وملح الدباغين وقد وردت هذه الألفاظ في معجم بربهلول السرياني العربي.

ولهذا لم يبق محل للمحشي أن يقول: هو الصاروج إذ هذا شيء آخر. وأما رواية الجاحظ فمن أغلاط طبع الكتاب إذ لا تحصى والصواب صورج الحيطان وأحسن منها سورج الحيطان بالسين المهملة.

وقال في ص ٩٢: (ومنه (أي من البيض) شيء يعتري الحجل وما شاكله في الطبيعة، فإن الأنثى منه ربما كانت على سفالة الريح التي تهب من شق الذكر في بعض الزمان فتحتشي من ذلك بيضا والحال إننا نعلم أن هذا لا يجري في الحجل، وإنما الخرافة تروى عن نوع من اليعاسيب إلى يومنا هذا عند أعراب البطائح ولهذا كان صحيح الرواية: الجحل بتقديم الجيم على الحاء. قال في اللسان: الجحل اليعسوب العظيم وهو في خلق الجرادة إذا سقط لم يضم جناحيه اهـ وهو في الفرنسية

وفي هذا السفر أيضا حواش تدل على قلة تدقيق في الأمور فقد جاء في الحاشية ٤ من ص ٩٧ (ويتولد (الجعل) غالبا من اخثاء البقر) ولا نظن أن واحدا من الناس في هذا العصر يقول بهذا القول، إنما الصحيح إنه يتولد

<<  <  ج: ص:  >  >>