للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شروط القواعد العربية أهم ما نحتاج إليه في شرقنا على اختلاف ديار لهويته وقد ألفينا هذا السفر من أنفع ما يمكن أن يحلم به الممرض والممرضة. ونحن نتمنى أن تجلب منه حكومتنا العراقية مقدارا وافيا لتنشره بين الممرضين الذين في ديارها.

ومما نوجه إليه الأنظار إن وضع هذا التصنيف الجليل هو من أهل الخبرة في الفن ومن محسني إجالة اليراعة في ميدان الكتابة. وعندنا هنا كتب ومجلات طبية فإذا ما وقفت على ما تكتبه تسائل: بأي لسان اقرأ هذه الصفحات وما المراد من كلام المؤلف؟ وهكذا يتأسف القارئ على إضاعة وقته في مطالعة كتب عربية الحروف أعجمية الكلام مغلقة المعاني حتى على أذكى الناس وأثبتهم علما في العربية. وهذا كله لا ترى له ظلا في ما ينشئه الطبيب النطاسي والكاتب التحرير صديقنا العزيز (الدكتور) مرشد بك خاطر.

على إننا نأخذ عليه أشياء لا دخل لها في فن التمريض بل تتعلق بتخليص العبارة من بعض الهنوات الهينات. وأول تلك الأمور إنه يلقب نفسه بالحكيم في مكان (الدكتور) ونحن لا نوافقه على ذلك والسبب هو أن معنى الحكيم أنصرف إلى من يعالج الحكمة وبالفرنسية أما الدكتور فعلم لقب وضعته جامعات ديار الغرب للدلالة على من حاز الدرجة القصوى في متقن من متاقنها. ومعناه (المعلم) ولما كان للمعلم لفظة أخرى إفرنجية لنتركها لمدلولها. وقد وضع للدكتور بعض الأدباء كلمة (علامة) وكل ذلك لا يفيد المطلوب والأحسن أن

يؤخذ اللفظ بصورته لأن الألقاب لا تنقل إلى ما يقابلها في لغتنا بل تؤخذ بصورتها، وافقت أوزاننا أو لم توافقها. وقد جرى السلف على هذا الأسلوب في عهد الجاهلية نفسها فقالوا: القس والسرسور والسفسير والقسطار والأطربون والشاه والشاهنشاه والقان والخان والنجاشي والقيصر والموبذ والأسقف والمطران والبابا إلى غيرها وتعد بالمئات. ويسهل اتخاذ اللفظ الأعجمي إذا كانت مادة الكلمة تشبه المادة العربية وكان وزنها يشبه الوزن العربي (فالدكتور) جمعت فيها الشرطين المذكورين فلا بد من اتخاذها بصيغتها ولفظها.

وقد وقع في الكتاب أغلاط طبع لم تصلح في باب التصويبات من ذلك ما في

<<  <  ج: ص:  >  >>