للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بجانبه من يعنى بأسرار اللغة. فلله دره من محقق!

١١ - من غريب أعمال (الخصم) إنه إذا رأى مذهبا في لغتنا ينسب إلى غير المستشرقين لم يقبله فيقول: (أسألك هل وجدت أحدا من المشتغلين بمثل بحثك بين علماء الفرنساويين (هكذا ينسب إلى فرنسة أو فرنسا) أو الإنكليز أو الألمان أو الإيطاليان (كذا ينسب إلى إيطالية أو إيطاليا) يقول بقولك هذا؟) (ص ٢٠٤) أما هو، فإذا جاءنا برأي من عنده لا يريد منه أن نذكره بسؤاله هذا فإنك تراه يقول مثلا بعد نقل رقيم امرئ القيس: (لي رأيي الخاص (أنا الرجل العبقري) في قراءة اللفظة التي صورها العلامة جويدي هكذا (فراس) وإليك هو. . .) فيا حضرة الأستاذ النجيب والعبقري الداهية والباقعة الفريد دعنا نسألك (هل وجدت أحدا من المشتغلين. . . إلى آخر ما قلت.

الختام إن الرجل لا يكتب عن نية صافية فهو يبوح بما فيها من السيئات في كل عبارة ينطق بها أو يكتبها فقد نقل مثلا ما كنا أدرجناه في المقتطف مأخوذا عن جرجي زيدان في كتابه (العرب قبل الإسلام) (ص ٢٠٢ و٢٠٣) ولم نزد عليه حرفا. فقال حضرته ما هذا

نقله (يظهر أيها الأب إن قراءة جويدي لا تتفق مع قراءتك في إدخال اللام على (فرس) وتكتبها (فراس) ومن الفعل (وكلهم) أي جعلهم قبلها يظهر إن اللام في (للروم) هي حرف الجر المعروف لا أداة التعريف والذي أراه أنا (العلامة الذي لا يشق له غبار وأنا أنا من عرفاني يفوق كل عرفان بشري) ١ - إن قراءة العلامة جويدي أتم من قراءتك وأخلص من شائبة الغرض الظاهرة اظلاله في قرائتك أو نقلك (كذا بحروفه). . .) اهـ. أفرأيتم أيها القراء كيف أن هذا الرجل يسيء بي الظن وكيف إنه يبوح بما في صدره من السخيمة والحقد وتسويد كل أمر أغر آتي به؟ فلعن الله الغايات وما أسوأ نتائجها إذا داخلت صدور حملة العلم!

إن الرقيم الذي نقلنا صورته مأخوذ بحرفه عن كتاب جرجي زيدان في الموطن الذي ذكرناه آنفا. فما معنى هذه التقولات التي يتقولها علينا وما معنى هذه الافتراءات المتلونة؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون. ولنتركه في شأنه يتخبط في وخزات ضميره قائلين: سكت ألفا ونطق خلفا أو خرفا) هداه الله إلى سواء السبيل. وهذا آخر كلامنا لهذا الصديق.

<<  <  ج: ص:  >  >>