٢٤ - وقال (والوجه الصحيح أن تستعمل (إن) الشرطية في الأحوال التي يندر وقوعها ويتلوها المضارع لاحتمال وقوعه) فأقول يا أسفا من هذا ألم ير إلى قوله تعالى (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) و (إن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله) وقوله في العاجزين عن محاكاة القرآن (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار. . .) فهذا وجه غير صحيح؟ إنه كان حرى أن يقول (فالوجه الغالب) تجنبا لذلك الخبط والخلط.
٢٥ - وقال (لو كان فيها آلهة إلا الله لفسدتا) والأصل في القرآن العظيم (لو كان فيهما) وذلك ظاهر أيضا لكل واحد حتى لغلف القلوب من قوله (لفسدتا) بإسناد الفعل إلى (ألف الاثنتين).
٢٦ - وقال (لم لنفي الماضي مطلقا، (ولما) لنفيه ممتدا إلى ما بعد زمن التكلم) فأقول إذا كان نفي (لما) ممتدا إلى الزمن الذي بعد التكلم فهو ممتد إلى الاستقبال إذن. وهذا جهل لا يرتكبه التلامذة الصغار فالصواب (ممتدا إلى زمن التكلم أي الحال) كما قال المطلعون.
٢٧ - وتفيهق فقال (من المضحكات إدخال ضعاف الطلاب (لم) على الماضي فيكتبون (لم فهمت الدرس (لم يأتني) منك كتاب) أقول: إن قول هذا الكويتب سيكون ضحكة للطلاب لأن صاحبه لم يعرف أن (يأتني) فعل مضارع وإن (لم يأتني منك كتاب) من الكلام الفصيح المليح. اللهم لا تجعلنا من هؤلاء المغرورين بجهلهم.
٢٨ - وقال (فلا يصح أن تكتب. . . أنا قوال بل فعال) قلت وهذا جهل مخز لأن (بل) تعطف على النفي والإثبات لا النفي وحده كما غلط الكويتب قال ابن مالك عن (بل):
وأنقل بها للثاني حكم الأول ... في الخبر المثبت والأمر الجلي
فالكلام الذي عده غلطا هو من فصيح الكلام لأن (بل) إذا عطف بها على الجملة الخبرية المثبتة صارت هذه الجملة كأنها مسكوت عنها ومثل ذلك العطف على فعل الأمر بها. تقول: أنا أقول بل فعال. وكن قوالا بل فعالا.