للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقيت فلسفة اللغة؟ - فكل قارئ يرى أن هذا العنوان لا يناسب محتوى السفر اللهم إلا أن يقال: أن البيت سمي آجرا من باب تسمية الكل باسم الجزء.

وفي الكتاب سقطات ومزالق هائلة لا تكاد تصدق لولا إنها مطبوعة بحرف جلي وعبارة ظاهرة المعنى. فقد قال مثلا في ص ٨٠ ما هذه إعادة نقله:

(ولايتا بغداد والبصرة وهما من أمهات الديار العربية قبل الإسلام وبعده أما قبل الإسلام فلأن الحلة كانت دارا لملوك العرب من أيام جذيمة الأبرش. . وأما في الإسلام فاختطت البصرة والكوفة في أيام عمر بن الخطاب. . وبقيت (بغداد دارا للخلافة العربية إلى أن قدم هلاكو إليها سنة ٦٥٦ هجرية وقتل الخليفة المستعصم بالله واستباح المدينة أربعين يوما. قيل: فبلغ القتلى أكثر من مليون نفس. ولم يسلم إلا من اختفى في بئر أو في قناة.) اهـ.

فكم من غلط في هذه العبارة! وأول شيء كان يجب أن يقال ولاية بغداد وولاية البصرة. أما قوله ولايتا بغداد فضعيف إذ ليس في بغداد إلا ولاية واحدة لا ولايتان وكذلك قل في البصرة.

والغلط الثاني أن الحلة لم تكن في الجاهلية بل أنشئت في القرن الخامس للهجرة وكان أول من عمرها ونزلها سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي. . . في محرم سنة ٤٩٥ (ياقوت في الحلة) أما منازل المناذرة فكانت الحيرة لا الحلة كما لا يخفى على أحد.

وقوله: وأما في الإسلام فاختطت البصرة. . . كان عليه أن يقول فيه: وأما في الإسلام فلأن البصرة والكوفة اختطتا. . . ليكون تكافؤ وتجانس في العبارتين.

وقوله فاستباح المدينة أربعين يوما، حديث خرافة إنما استباح المدينة سبعة أيام على ما صرح به المحققون كالطوسي وأبن العبري من الأقدمين وكليمان هوار من المحدثين. والخرافة تظهر بغرابتها حينما يقول الأستاذ: (قيل فبلغ القتلى أكثر من مليون نفس، فهل يفهم حضرته قدر هذا المبلغ وهو يتكلم عن مدينة واحدة في القرون الوسطى؟

ومن خرافته قوله في تلك الصفحة، وربما بلغ طول ساق النخلة في بساتين

<<  <  ج: ص:  >  >>