للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأين تعيش؟ وفي أي البلاد مقرك يا حضرة الأستاذ النابغة حتى تقول ما تقول؟

وذكرت في تلك الصفحة (أفريقيا) ولو فتحت معجم ياقوت أو معجم الفيروز أبادي أو غيرهما لوجدت أنها أفريقية لا (أفريقيا) كما تصر في قولك معاندا الكبار والصغار. الأقدمين والمحدثين وذلك كله بلا دليل.

وذكرت في تلك الصفحة (ارك) وهي الوركاء. كما وردت في ياقوت. وتكتب داريوس في تلك الصفحة نفسها والعرب لا تعرف غير دارا. وقلت في تلك الصفحة: (وقد فاقت عليها كلها بغداد) والصواب (وقد فاقتها كلها بغداد) لأنك تقول فاق فلان أصحابه لا فاق عليهم.

فأين أنت يا عزيزي؟ وفي أي عالم عربي تعيش؟ وبأي لسان تكلم أصحابك؟ وبأي لغة كنت تدرس تلاميذك - لا، لا، لا يا حضرة الأستاذ: أستاذ اللغة العربية (؟ أو الهندية) وآدابها (؟) سابقا في جامعة بيروت الأميركانية (؟) هذا لم نتوقعه منك بل يتوقعه الناس مني أنا أصغر تلاميذك.

وذكرت لنا في تلك الصفحة (إذ لم نخرج منها إلى الآن) (شوشن القصر وهي عاصمة فارسية في أيام داريوس الكبير) ونحن لا نعرف عاصمة ولم نعرف عاصمة فارسية بهذا الاسم. فمن أين تأتينا بهذه الأسماء المكسرة المشوهة المهشمة؟ وكيف تريد أن نفهم ما تذكره عن بلادنا العربية وأنت تجهل ما تقول وما تنقل؟ فلعلك تريد أن تتكلم عن السوس (بسينين مهملتين) لكن ما الذي دهاك حتى تضيفها إلى القصر؟ وأظن أن كل هذا ناشئ عن أخذك أنباء البلاد عن الإفرنج بلا فكر ولا روية. فالسوس بلدة كانت شهيرة بخوزستان وكانت عاصمة الدولة الفارسية على ما نقلت.

امتد بنا النفس ونحن لم نخرج عن نصف صفحة من صفحات كتابه ولو مضينا في سبيلنا إلى آخر ما جاء فيها لأحرجنا القراء وأخرجناهم عن موقفهم.

فترى من هذه النظرة السريعة أن الكتاب كثير المزالق مشوه الكلام كثير أغلاط التاريخ والمدن. وأرى من اللائق أن أنصح للصديق بأن يحرقه فيجعل مثواه النار وبذلك يحفظ شرف أدبه من كل شائبة!

<<  <  ج: ص:  >  >>