ومن الغريب أن ليس لهذا الديوان الواسع إلا فهرس واحد صغير للأعلام في أقل من صفحتين فالنقص فيه عظيم. وليس فيه فهرس القصائد ولا فهرس الأعلام من رجال ونساء وقبائل وأمم ولا فهرس الأماكن ولا فهرس الألفاظ الغريبة التي وردت في مطاوي الصفحات. فالنقص إذن عظيم من هذه الأوجه ولو توفرت فيه هذه الأمور لكانت منافعه لا تعد ولا تحصى. فما على ناشره إلا أن يعود إلى استئناف العمل ليكون الكتاب ديوانا يتصفحه أبناء هذا العصر وإلا فأن الأتعاب التي صرفها في سائر الوجوه ضاعت أو كادت تضيع في إهماله هذه الأمور الجليلة التي هي من مزايا عصرنا هذا.
ومع كل ما بذل من العناية بضبط الكلم وقع غلط غير قليل بل ربما وقعت عدة غلطات في الصفحة الواحدة. فقد جاء مثلا في ص ٣٤٢: فالبندنيجين (بضم الدال والصواب بفتحها) - وثقيف همدان (بتنوين الفاء المكسورة والصواب بلا تنوين) وفيها قد أتى ابن عدنان (بكسر
نون ابن والصواب بفتحها على أنه مفعول به) وقال في تلك الصفحة لا يبعدن (بفتح العين والدال والصواب بضم العين وفتح الدال) وهكذا وجدنا مثل هذه الأغلاط شيئا كثيرا مع أن الواقف على نشره من أثبت المستشرقين قدما في لغتنا الضادية وهو رودلف جير الألماني. وقد راجع لطبع هذا الديوان البديع خمسمائة وثمانية وثمانين كتابا مع رموزها المختزلة إذ كثيرا ما ترد تلك المؤلفات في أثناء الاستشهاد بها. وقد لاحظنا أن العلامة ذكر مجلتنا في مواطن عديدة من طبعته ولم نجد مجلة عربية غيرها. ولعل سبب ذلك تثبته وإيمانه في أن ما يدرج في مجلتنا موسوم بوسم التحقيق والتدقيق فيه.
ومن غريب ما عثرنا عليه سوء نقل أسماء الكتب وأعلامها فقد ذكر مثلا محيط المحيط بقوله: تأليف بطروس البسطاني والصواب بطرس البستاني وذكر مجموعة المعاني (في الصفحة المذكورة) بقوله قسطنطنية والصواب قسطنطينية وقال عن كتاب جمهرة أشعار العرب تأليف أبي زيد القرشي: كتاب جمهرة تأليف أبي زيد وهو عنوان غير واف ومخطأ فيه. ونسب كتاب كفاية المتحفظ للأجدبي والصواب للأجدابي. ونسب إلى الشرتوني معجمه بهذا