خواطر الأقدمين ونحن في عصر يرحب بالغض الرطب ويكره اليابس الناشف.
وقد لحظنا أن المؤلف طالع في ١٥ كتابا في الصرف والنحو أو أكثر وتلك المؤلفات من أحسن ما يعرف في صنفها. ومع ذلك وجدناه يقول في ص ١٤١: معسرا كان أو مؤسرا (بهمزة الواو) وهيء ومكتبة وفي ص ١٤٢ في ربيع الأول. . . ذاهبا وآيبا. . . لتعليم الإناث من أطفال الشيعة. . . ولو قال: موسرا وهيأ وخزانة وشهر ربيع الأول وآئبا لتعليم طفلات الشيعة لكان أصوب. وهذا يدلنا على عقم التصانيف التي صنفها الأقدمون في القواعد العربية لأن أسلوبهم يخالف روح العصر والأساليب الحديثة مع اختصارها أوفى بالمقصود، فعسى أن يكون الجزء الثالث من كتابه أحسن من هذا.
١٠٣ - مصح القديس منصور دي بول في بحنس (قرب
بيروت) لبنان الكبير
جاءتنا كراسة مصورة تصف لنا هذا المصح الذي اشتهر كل الاشتهار في الشرق مع حداثة عهده ودونك شيئا عنه:
لما كانت أمراض السل تزداد انتشارا في ديار الشرق ولم يكن لشفاء المصاب بها وقاية السليم منها، وكان لابد من الإقامة في موضع تتوفر فيه أسباب الراحة والتطبيب حبا لخدمة الإنسانية المتألمة، رأت الراهبات اللعازريات أن يقمن دار شفاء تضم فيها المسلولات،
تسهيلا لشفائهن ووقاية لعيالهن، فأقمنها في قرية بحنس في جبل لبنان، وبحنس ترتفع فوق سطح البحر زهاء ألف متر ومناخها في منتهى الجودة صيفها جميل وشتاؤها معتدل وهواؤها نشف وشمسها متلألئة ومواصلاتها سهلة، إذ تبعد عن بيروت ما يقارب الساعة في السيارة.
ونحن لا نشك في أن المسلولات العراقيات يذهبن بعد هذا اليوم إلى هذا المصح المذكور لما فيه من حسن المداراة وقلة النفقة.
فالنفقة لمن يكون في المرتبة الأولى ١٥ ليرة عثمانية في الشهر