٢٥ - وقال في ص ٣٨ عن الجاهلي (وإذا وصف أمرا استجلاه على صورته وطبيعته ومثله تمثيلا ناطقا بلفظ يندر فيه زخرف المحسنات البديعية وإذ لذعه الحب بأوراره أطلعك من قبله على موضع ناره وأسمعك منه رنين أوتاره) فإذا نظرت إلى ص ١٨٩ - ١٩٠ استغربت في الضحك من التناقض فإنه يصف الشعر الإسلامي ويعرض بالجاهلي بقوله (وكل ما نعرفه للجاهليين من الغزل والتشبيب ووصف النساء إنما كان يتخذ وسيلة إلى غيره!!! من فنون الشعر!! لا فنا يصورون به عواطفهم وأهواءهم وميولهم!! ويصفون به ألم الحب ولذاته!!) أين أوار الجاهلي وناره وأوتاره التي أعرته إياهن في ص ٣٨؟؟ ثم قال (وما يستتبع ذلك من مسرات الحياة، لذلك نعد هذا النوع من الشعر فنا جديدا ولا نذهب إلى أن الجاهليين قد عرفوه أو فهموه) وكان الله أحسن الخالقين.
٢٦ - وقال في ص ٣٩ (وقد كان الجاهليون يؤثرون جزالة اللفظ ووضوح المعنى ولا يمعنون في النظر في أعطاف الشعر بأن يتحيلوا في التخلص) قلنا: ما ضره لو ثبت على قوله هذا فلم يقل في ص ٧٣ عن زهير بن أبي سلمى (وهو يمضي على هذا الأسلوب من ذكر الديار والتشبيب ووصف النساء اللائي كن فيها والطريق التي سلكنها والماء الذي نزلن عليه حتى يتخلص إلى مدح صاحبيه ووصف سعيهما في الصلح) ولم يقل في ص
٨١ عن أعشى قيس (وقد أشار إلى ناقته وتخلص إلى المدح على طريقة شعراء العرب) فهو قد نفى عن الجاهليين ترتيب الشعر على حسب مضامينه ثم أثبت لهم الترتيب والتخلص المحكم على على طريقة شعراء العرب، فما يصنع الدارس بهذا التناقض السريع؟
٢٧ - وقال في ص ٤٠ (فلم يحتاجوا مثلنا إلى المدارسة والمران عهدا طويلا لنحاكي لغتهم) فيصعب على القارئ أن يعتقد أن هذه العبارة من مسابيك الأديب الأثري لاضطرابها فالصواب (فلم يحتاجوا احتياجنا إلى. . .) ليصح