وهذا البيت الأخير ورد في ص ٢٨٩ أيضا، ولولا حافظتنا لما عرفنا أنه روي تارة لبشار وأخرى لابن المولى. فيجب أن يقوم الفهرس مقام الحافظة الخائنة وتتم به الفائدة. وذلك باتباع أسلوب الفهرس الفرنجي للكامل المبردي والله الموفق للصواب وللعمل الرصيف.
مصطفى جواد
(لغة العرب) ليس لنا ما نزيد على كلام حضرة الأستاذ مصطفى أفندي جواد إذ قد وفى النقد حقه. والقراء يشهدون له بهذه المزية. إلا أننا نقول: إن بعض الأنساب في حاجة إلى نظر أدق وتحقيق أغور. ونحن نذكر مثالا لذلك نسب السموءل الوارد في ص ١١٦ فقد اختلف فيه فقيل السموءل بن غريض بن عاديا بن حباء الكاهن اليهودي. وقيل: السموءل بن حيان بن عادياء وقيل: السموءل بن أوفى (راجع شرح المضنون به على غير أهله ص (و)) فنقول:
أما غريض (بالغين المعجمة وخطأ المهملة كما ذكره بعضهم) فهو وحنان (بحاء مهملة ثم نون مشددة موحدة فوقية فألف فنون) شيء واحد. وذلك أن حنان علم عبري المادة معناه طري وغض وناعم وغريض. ف (الغريض) عربي و (حنان) عبري والمعنى واحد. أما حيان بالياء المثناة التحتية فخطأ آخر. وكذلك حباء. فصواب الأول حنان كما ذكرناه وصواب الثاني (حنا) وهو تخفيف حنان. ولما كان الأقدمون يجهلون معاني هذه الألفاظ قربوها من مواد عربية مألوفة على أسماعهم فحرفوها وصحفوها.
أما عادياء فأصله بالعبرية (عدايا) فوقع فيه القلب وعدايا وارد ذكره في التوراة في سفر زكرياء ٧١: ١ وأما ابن أوفى فمعناه الأمين الوفي فتأمل.
والسموأل كلمة عبرية لا سريانية كما جاء في تاج العروس وهي في العبرية شموئيل أي الذي سمعه الله أو المسموع من الله.