فعلقوا عليه (هذا البيت ساقط في ل. ط وقد ورد هكذا في باقي النسخ وهو غير واضح) قلنا إن قوله (فرج) يحتمل وجهين فهو أما مصدر (فرج) أي كشف لأن الرباب مفروج عن السحاب مطرد تحته كالمتعلق به أنشد المازني:
كأن الرباب دوين السحاب ... نعام يعلق بالأرجل
وأما (فرج) الماضي المبني للمجهول أو المعلوم. أما قوله (فليس يؤدي فرجه) فيحتمل أن يكون (يودي) فيه: غير مهموز فيكون معناه (يقوي ويجد) قال المبرد في الكامل ١٧٧: ١ (وللمودي موضع آخر يكون فيه: القوي الجاد. حدثني بذلك التوزي في كتاب الأضداد وأنشدني: مودون يحمون السبيل السابلا) اهـ. ويحتمل أن يكون (يؤدي) محرفا عن (يودق) أي يمطر ويصبح معنى البيت (إن بعض الناس قد قال الشاعر فيه: فسائل بعضهم ماذا قضى؟ يشبه انفراج الرباب عن السحاب مع أنه لا يسرع الانجياب والانتقال أولا يمطر. لذلك تراه لا يقضي حاجة مستسق ولا ينجاب سريعا إلى البحر ليغترف منه على زعم الإعراب. ولا مانع من أنه تحريف (يجدي) وهذا ما توصل إليه عقلنا القاصر.
٣٩ وقالوا في ص ١٢٥ (وطسم من القبائل البائدة فلم يكن لها في عهد زيد ابن عمرو أصنام يهجرها) ولعل أصل (يهجرها) هو (يهجوها) وفي قولهم خطأ هو تركهم (يهجوها) بلا فصل بفاء السببية فصارت الجملة صفة لأصنام فإن لم يكن عندهم أصنام يهجوها فقد يكون لهم أصنام لا يهجوها. ألا ترى أنك لو قلت (ليست في السوق بضاعة أشتريها) لفهم أن ليس في السوق بضاعة موافقة لك مستحقة لاشترائك. ولو قلت (ليس في السوق بضاعة فأشتريها) لسببت نفي البضاعة عن السوق بفاء السببية وليس. فلينظر المصلحون الكرام إلى ص ١١٦ منه ففيها (ولم أجد لهم نسبا فأذكره، لأنهم ليسوا من العرب فتدون العرب أنسابهم) يجدونا مصيبين.
٤٠ - لا شك في أن الباحث يسترشد فهرس القوافي على البيوت المحتاج إلى معرفتها أو استشهادها. غير أن فهرس القوافي في الأغاني لا يتم الفائدة فقافية (الفقير مثلا خصوها بصفحة ٧٥ وحدها إذ فيها البيت: