البلاد العربية وهي مزية لا تجدها في كتب النبات المطولة من عربية وغربية. ونحن ذكرنا شاهدا واحدا على الأرز لأن العراقيين يعرفون هذه الأنواع على تفاوتها، إلا أن هناك مئات بل ألوفا من الأوضاع وبجانبها الأسماء المعروفة في ديار دون ديار. فهل يستطيع بعد هذا البسط الموجز أن يأتي إلى بعض الأدباء ويقول لي أن غير الدكتور شرف بك ألف مثل كتابه هذا. فإن تجاسر وعرض علي مثل هذا القول قلت له للحال: إنك أكذب من مسيلمة.
٧ - مزيته العظمى تظهر في بعض التحقيقات التي لم يأت بمثلها من ألف قبله من ذلك أنه ذكر في جميع أسمائها العربية وتعدادها على اختلاف تفاوتاتها. والذين تقدموه خبطوا في أجناسها خبط عشواء. فأهلاً وسهلاً بالدكتور الأستاذ الخبير وبتحقيقاته ونظائر هذا التحقيق مئات وألوف.
٨ - وضع ألفاظا جديدة متعددة ونجح فيها كل النجاح من ذلك: البدل نقلا عن أساس
البلاغة - والنجيج إلى غيرهما وتعد بالمئات وتصرف في الأعلام على اختلاف أنواعها واشتق منها أفعالا كما فعل السلف في صدر الإسلام فقال: بستر وبلزر وترفن.
ويصعب علينا أن نتتبع جميع محاسن هذا السفر الفريد لأنها أكثر من أن تحصى ولو أردنا أن نصف مزايا ما في الصفحة الواحدة لما وفيناها في صفحات عدة. ولهذا كان اقتناؤه من أوجب الواجبات وحتما على كل أديب يغار على لغته وشرفها وحفظها من الفساد. ولا سيما أولئك الذين يشتغلون بالعلوم العصرية وناقلي كتب الأعاجم إلى لساننا المبين.
هذا ما بدا لنا في نظرنا القاصر ونحن نعتذر إلى المؤلف إذا صدر من يراعتنا ما يخدش عواطفه. وعسى أن يقوم حسن النية مقام التقصير.