سار موكب الكاظميين في السوق قاصدا صحن العباس وبينما كان في السوق إذا بجماعة (يهوسون) ولدي التجري ظهر أنهم فريق من فريق النجفيين أتم العزاء في صحن الحسين وخرج بسرعة حتى لحق بالكاظميين.
فوقع بين هذه الشرذمة النجفية وبين مؤخرة الموكب الكاظمي مناوشة انهزم فيها النجفيون ثم عادوا فسمع صوت (خرطوشة) أطلقت في السوق فتصايح الكاظميون وأرجعوا تلك الشرذمة القليلة على أعقابها.
قلنا قليلة لأن النجفيين انقسموا على أنفسهم في الصحن ولم يرض معظمهم بالخروج إلى صحن العباس علما منهم بأن الكاظميين لم يؤدوا المراسيم هناك ولكن صبيانا يرون (الهوسة) ضرورية في مثل هذا الجمع المحتشد.
تصايح بعض الكاظميين ورجعوا من إقامة الموكب إلى الخصم خلف تلك الشرذمة وانهزم النجفيون أمامهم حتى وصلوهم الخيم ووقع من النجفيين قتيل في السوق بالقرب من باب صحن الحسين. وجرح من الكاظميين شخص في خده ورقبته ثم خرج النجفيون من خيامهم لإرجاع الكاظميين وهنا جاءت الشرطة لتحول دون الموكبين. فكان المحل الثاني للمناوشة (طريق الميدان) فاضطرت الشرطة أمام ذلك الجمع الهائج إلى إطلاق البنادق فارتفعت في الفضاء الأصوات شاكية إلى الله مما يجري باسم الدين، وتراجع الناس في موجة جعلت أعلاهم أسفلهم وركب بعضهم أكتاف البعض الآخر واغتنم النشالون الفرصة وتصارخت النساء وارتعبت الأطفال واستمر هذا الاضطراب حتى الساعة الثانية عشرة الغروبية من مساء ذلك اليوم.
وانجلت المعركة عن قتيلين من النجفيين وخمسة جرحى من الكاظميين وكانت الأدوات التي اتخذت العصي والخناجر والمسدسات.
٥ - مظاهرة عظيمة في بغداد بصدد بلية فلسطين
اجتمع ألوف من الناس في جامع الحيدرخانة في ظهر اليوم ٣٠ من آب (أوغسطس) حتى امتلأ الحرم والصحن والساحة والسطوح. وقيل كان عدد المتجمهرين يناهز العشرة آلاف وكل ذلك احتجاجا على ما أصاب العرب الفلسطينيين من الرزايا مما أنزله فيهم اليهود الصهيونيون.