وكلما وجدنا كلمة عربية تشبه كلمة غير سامية أو آرية ذكرنا ذلك بقولنا: وهذه الكلمة تنظر إلى الكلمة اليونانية أو الرومانية أو نحو ذلك.
وفي كل ما فعلناه جارينا فيه لغويي الغربيين الذين لا يتركون لفظة من لغتهم إلا ينبهون على أصلها وفرعها ومأخذها ومصدرها. أما معاجمنا اللغوية الحديثة التي ألفت منذ قرن أو أقل منه فأنها تشهد بالجمود أو بالموت اللغوي، إذ كلها تجري على الطريقة القدمى ولا نرى فيها شيئا من آثار البحث الجديد الذي أمتاز به أهل المائة الماضية أو أهل هذا القرن من أبناء الغرب.
وفي بعض الأحيان نبهنا إلى الأغلاط التي أنسلت إلى لغتنا بما دسه فيها بعض الوراقين أو النساخين، أو دسه فيها بعض ضعفاء النظر من اللغويين أو من الأجانب المتعربين الذين أفسدوا لغتنا في حين إرادتهم الحسنى لها.
ولا يخفى على القارئ أن ما جمعناه هو (المستدرك على اللسان) ولهذا سميناه (ذيل اللسان). أما الألفاظ التي تروى في هذه الديوان النفيس فأننا (لم نتعرض لذكرها) على أننا
تعرضنا في بعض الأحيان لأشياء ذكرها أبن منظور ذكرا ناقصا فجئنا نحن وأشرنا إلى هذا النقص. وكل مرة ذكرنا (أيضا) فهو إشارة إلى تتمة ما جاء في اللسان عن تلك اللفظة بعينها.
وبعد أن جمعنا ما توفر لدينا رأينا أن ما دوناه هو قطرة من بحر وفي طاقة كل إنسان أن يجمع بقدر ما جمعناه مضاعفا إياه إضعافا لا تحصى ولهذا لا ندعي أننا أتينا بكل ما يرى مبعثرا في كتب القوم بل ببعض ما وجدناه فيها. وإلا فالعمر يفنى ولا نكون قد جمعنا إلا قطرة من بحر وهكذا يفعل غيرنا ولا يحق لأحد أن يدعي الإحاطة فإن هذا الأمر من رابع المستحيلات في لغتنا.
والآن نذكر بعض الأمثلة ليقف القراء على الأسلوب الذي اتخذناه في وضع هذا الذيل. ودونك الآن ما كتبناه في مادة أبد:
أبد
أبد) الشاعر يأبد أبودا: أتى بالعويص في شعره وهي الأوابد والغرائب وما لا يعرف معناه على بادئ الرأي.
أبده) خلده. ومنه وقف فلان أرضه وقفا مؤبدا إذا جعلها حبيسا لا تباع ولا تورث.