للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجعل من القاف همزة فصارت (أفز) ثم نقلت إلى لغة من يجعل الزاي ثاء فصارت (أبث). وهكذا تصرفوا في جميع الأفعال المتشابهة الحروف أو المتقاربتها مع بقاء المعنى على حاله فقالوا: رقز، ورقص، ورمز، وزرق، وضفر، وضفز، وتقفس، وقمص، وتقلز، وقلص، وقهز، ونفر، ونفز، ولقز، وفي كل هذه الأفعال

معنى الوثوب أو شيء منه. وقد ذكرنا بين الثلاثي أفعالا مزيدا فيها لاعتقادنا أن الثلاثي كان معروفا بهذا المعنى فمات أو لم يصرحوا به أو لم ينقلوه إلينا. وأبز بصاحبه يأبز أبزا كضرب: بغى عليه (الصاغاني) كما تقول وثب عليه. وأبز يأبز كضرب بمعنى مات فجأة أو مغافصة لغة في هبز هبزا. وقيل: مات موتا أيا كان. وعندنا أنه وقع في الفعل لغات كثيرة من ذلك قحز، وحبض، وفقز، وفقس، وفقع، وقفس، وهرز، وهزئ، وهزأ. وكلها تدل على الموت إلا أن الاختلاف في الحروف يدل على اختلاف في الموت. وهو مشتق من معنى الأبز الذي هو الوثب كأن الحي ينتقل إلى الآخرة وثبا.

آبز) يقال: ما بها آبز كما تقول ما بها آبد وما بها آبر أي أحد. وآبز بهذا المعنى وردت نقلا عن الرضي في شرح الشاطبية: وهو من باب المجاز (تج)

أبوز) نجيبة أبوز كصبور: تصبر صبرا عجيبا (قم).

وهذا ما دوناه في مادة أبس:

أبس

أبسه) من باب التفعيل عيره وأرغمه وأغضبه وحمله على أغلاط القول له.

تأبسه تأبسا) عيره تعبيرا ونص اللغويين وجميعهم التأبس: التغير وهو خطأ والذي ورد بهذا المعنى هو التأيس بالياء المثناة التحتية. وأما التأبس بالباء الموحدة التحتية فهو التعيير مصدر عيره فيكون في معنى التأبس التصغير والتحقير والتعيير، وكما قالوا تنقصه قالوا تأبسه وتفعل هنا للتعدية. هذا الذي نراه يتسق مع معاني المادة اب س. وأصلها من البس الذي معناه السحق والتفتيت فيكون التصغير والتحقير من المجاز وقد ذكر التاج التأبيس بمعنى التعبير بباء موحدة تحتية بعد العين وهو عندنا خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>