للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أباس) يقال امرأة أباس (كغراب) إذا كانت سيئة الخلق.

الأبس بالفتح الحدب (بحاء مهملة) والذي في نسخ القاموس المطبوعة الجدب (بجيم ودال مهملة ساكنة وبآء). وهكذا نقله صاحب التاج. وقال عن هذا المعنى: (نقله الصاغاني في كتابه) أما في نسخ القاموس الخطية فالكلمة تختلف بين الجدب والحدب والحزن والذي يوافق وضع المادة أن يكون المعنى هنا الحدب (بحاء مهملة ودال مهملة وباء) وهو يوافق ما جاء في سياق كلام القاموس ولا سيما اللسان. فإنه لم يذكر الجدب ولا الحدب، بل قال

المكان الغليظ الخشن وهذا يوافقه الحدب (كسبب) وهو الغلط المرتفع من الأرض، فيكون الجدب بالجيم من غلط النساخ، إذ لا يتوجه توجها يتفق ومعاني المادة، اللهم إلا أن يقال أن الأبس هنا مبدل من (اليبس) وهو غير محتمل لأن اللغويين ذكروا مرادفا للابس الشأز وهذا موافق للحدب فقط. وكذلك قل عن الحزن الذي ورد في بعض نسخ القاموس المخطوطة، فإنه يوافق المعنى المنشود لأن الحزن ما غلظ من الأرض. زد على ذلك أن الأبس تنظر إلى اللاتينية أو التي تستعمل أداة داخلة على بعض الألفاظ ليكون في مدلولها المعارضة والمقاومة والشأز فإنهم يقولون مثلا أي مانع أي اعتراض أو حجز. والابس ينظر أيضا إلى اليونانية وهو العقد.

الأبس) بمعنى ذكر السلاحف وهو الرق والغيلم ينظر إلى اليونانية أمس وقلب الميم باء كثير في اللغات ولا سيما لغتنا. ولا جرم أنهم فعلوا ذلك تمييزا لها من (أمس) لليوم الذي قبل يومك. والأبس على الحقيقة هو سلحفاة الماء العذب ذكرا كان أو أنثى واسمها عند العلماء

الإبس) بالكسر الأصل السوء.

هذه الأمثلة تدلك على الأسلوب الذي اتبعناه في وضع مستدركنا على لسان العرب. فأنت ترى منه أننا لم نجتزئ بنسخ المعاجم كما فعل بعضهم في القرن الماضي ويفعله البعض الآخر في هذا القرن بل توخينا التحقيق والتدقيق والمقابلة والمعارضة ليصرح الحق عن محضه. وهو ولي التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>