للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخارجية حتى أن موضع دفن الجثة لم يتعين لدثور رفاتها وقد وجد بالغرب من حائط المدفن سبع جرار صلصالية من أشكال وحجوم مختلفة واثنتان منها كانتا مختومتين بغطائين أما الباقية فكانت مفتوحة وقد تحولت محتوياتها إلى طبقة من مادة بلورية في قعر الجرار لا يعرف على التحقيق ماهيتها وكانت بعض الجرار صحيحة وبعضها محطمة ولم يهتد المنقبون إلى سبب تحطمها لأن المدفن كان محكم البناء ولم يسقط منه آجرة واحدة ولعل الشورج أثر على طول الزمن في الخزف فحطمه.

وقد قيس المدفن من الداخل فوجد طوله مترا ونصف متر وعرضه سبعين سنتيمترا وعلوه ثمانين واكتشف فيه خاتمان وقلادة كبيرة من النحاس وخزامة وخمس وخمسون خرزة من حجر العقيق مصقولة وقد استدل المنقبون على أن هذا القبر مدفون فيه جثة امرأة لوجود هذه الحلي والأواني الخزفية فيه لأنه من عادة النساء أن يتخذن هذه الزخارف زينة لهن هذا وقبور الرجال تختلف اختلافا بوجود خواتم أسطوانية وقد اعتنى بمدفن هذه المرأة اعتناء عظيما أما لحسنها الفائق حسن بنات عصرها وقطرها وأما لسمو منزلتها في عالم الكهانة والنسل ومما يؤسف عليه أن النقاب الأميركي لم يتسن له تصوير ذلك المدفن من الداخل إذ سقطت جدرانه في اليوم التالي على أثر دخول نور الشمس فتحولت ترابا ولم يعثر النقابون بعد ذلك على مدفن سالم من العطب.

إن الرابية التي وجدت فيها القبور كانت ضيقة جدا وقد امتدت على طول ضفة القناة القديمة وظن المنقبون في بادئ الأمر أن هذا الموضع كان مدفن المدينة الكبير بيد أنه ظهر أخيرا أن موقع المقبرة كان في الطرف الأعلى من تلك الرابية وقد بحث النقابون في أعلى الرابية وحفروا فيه أخدودا فعثروا على سبعة قبور كان يحيط بخمسة منها جدار وقد حفظ من قاعدته نحو سبعين سنتيمترا سالما وإلى الجهة الشرقية من المقبرة وجد رصيف مشيد بالآجر يقوم مقام سد لمنع اندفاع الأمواج وإلى الطرف الجنوبي كان مجرى سرب مبني بالآجر أيضا.

كانت مدينة الموتى هذه منقسمة إلى قسمين بجدار منخفض وأرضها مفروشة بالطين. أما

قبورها فكانت بهيئة بيوت صغيرة وكان القبر الأول غير متهدم والقبر

<<  <  ج: ص:  >  >>