للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثاني كان ضريح امرأة والقبر الثالث كان مدفن رجل لأنه وجد فيه خاتمان أسطوانيان من حجر أبيض وجرة كبيرة فوجود خاتمين في قبر واحد يدل على أن رجلين دفنا في هذه الحفرة. أما القبر الرابع فكان مدفونا فيه رجل ولم يبق من مضامينه سوى إناء كبير وقد وجد ضمن القبر الخامس دملج (سوار) صغير جدا من النحاس وشظايا من آنية خزفية. وهذه العروض تدل على أن المقبور كان طفلا. وقد دفن في القبر السادس رجل ومن بقايا آثاره خاتم أسطواني ووعاء. أما القبر السابع فكان فارغا ولعل يدا أثيمة سرقت ما فيه من الكنوز وظهر من التنقيبات أن تلك المقبرة كبيرة جدا غير أن المياه جرفتها وأزالت معظم القبور - وبان للحفارين أنه كان لذلك المدفن سقف يجلله وقد انهار حينما سقطت الجدران التي كانت تدعمه.

لا تختلف قبور البابليين القدماء كثيرا عن قبور العراقيين الحاليين فإن هيئتها تكاد تكون متشابهة من حيث البناء فكانت تلولا مرتفعة عن سطح الأرض وفي الأزمنة الغابرة كانت توضع الجثة تحت مسنم يشيد فوقها وأما في يومنا هذا فتوضع الجثة في حفرة ويهال التراب عليها ثم يقام فوقها كومة من التراب وفي صدرها قطعة من رخام أو حجر. هذا ولا يزال القوم في بغداد وغيرها من المدن يضعون الجثة في قبر معقود بالآجر والجص وذلك إذا كان المتوفى غنيا أو عزيزا لدى أهله أما الفقراء فيوارون الجثة بإلقاء التراب عليها.

إن المقبرة التي نحن بصددها لا يعرف زمن تشييدها على التحقيق فإن الختوم الأسطوانية كلها مصنوعة من حجر أبيض رخو بصورة خير متقنة ولا أثر للكتابة عليها غير أن شكلها المقعر قليلا يشير إلى عصر بابلي قديم جدا. هذا فضلا عن أن الجثث قد تلاشت بأسرها ما خلا قليلا من الأضراس المنخورة. أما الخزف فشكله يدل على كل العصور التي مرت في تاريخ بابل.

وجد النقابون في الجهة الشرقية من المقبرة كسرا من صفائح الآجر المكتوبة وقد دلت تلك الكتابة على عصر حمرب وأهل مملكته ولعلهم آخر من سكن مدينة أدب ودفن فيها وفي قعر قناة هذه البقعة اكتشف المنقبون بين أوان

<<  <  ج: ص:  >  >>