للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(بتشديد بين) يتخذ لوقاية فراش المريض من الدم والمدة والبول وسائر الأوساخ وقالوا في أصلها أنها مشتقة من أي للراحة. فنحتت من هذه الألفاظ الثلاثة أي من حرف الجر وأداة التعريف والاسم المؤنث، لأنه بهذا الثوب يكون المريض مستريحا. وكل ذلك من الغرابة في مكان قريب. ووضع بازاء الإفرنجية كلمة عسبر (ص ٢٦٤) ولا نرى سببا لهذه الغرابة، فلو قال نمرا أما كان أحسن؟. والمعتمل (ص ٢٧٤) هو بازاء من جهة الاشتقاق، لكننا نفضل عليها المختبر لأنها اشتهرت وإن كانت مادة الاشتقاق تختلف في اللغتين، إلا أن المعنى يؤيد الاستعمال لأنه محل تختبر فيه أمور شتى. وفي ص ٢٧٧ ذكر القنابر (جمع قنبرة) لما يسميه الإفرنج أي القنابل وهي لغة في الأولى، لكن المحدثين أو المعاصرين خصصوا ما كان آخره بالطويئر وما كان آخره لاما بالكرة التي تحشى بها المدافع وتلقى على العدو، وهو عمل حسن ونحن نوافقهم عليه ولا نستحسن عمل الأمير وإن كانت اللفظة المنتهية بالراء هي الفصحى. وذكر في صفحة ٢٧٨ الغرفة المحردة بمعنى ولو قال المسنمة لكانت أشهر وألطف على السمع. وقال في ص ٢٥٩: (الطن بالعربي حزمة القصب، والعلاوة بين العدلين، وعند الأوربيين الطن مقدار ألف كيلو غرام) اهـ. والذي نراه أن لا صلة نسب بين الإفرنجية والعربية إذ معنياهما مختلفان. والذي ذكرناه في معجمنا الخطي العربي الفرنسي الفرنسية (وهي تكاد تكون واحدة في جميع لغات أوربة من جهة السمع) من أصل عربي أو سامي هو للدن أي الحب يوضع فيه الشراب. يدل على هذا الأصل الشرقي استعمال الإفرنج كلمتهم في أول أمرهم لدن الخمر، وقد أورد لترى نصا يرتقي إلى المائة الثالثة عشرة تأييدا لهذا الرأي وصاحبه بومانوار وكان موسوع هذا الدن ألف كيلو غرام في الغالب ثم جعل لهذا القدر لا أقل ولا أزيد. وقد قال لترى في أصل هذه الكلمة أن دياز اللغوي الألماني يظن أن اللفظة من أصل غريب

وهي موجودة في اللفظة القلطية أيضا، ثم زاد لترى على ما تقدم: يحتمل كون جميع هذه اللغات (في اللفظة الواحدة) ليست إلا تصحيف اللاتينية وهي

<<  <  ج: ص:  >  >>