للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المركن أو الطشت. قلنا: وأنت ترى في كل هذه الأقوال المتضاربة أن الأصل هو الدن وهو أقرب إلى الحقيقة ومع وضوح هذا نرى أن تبقى كلمة (الطن) للألف كيلو غراما وأن تبقى لفظة (الدن) للحب أو الخابية الكبيرة، تمييزا لكلمة عن كلمة ومعنى عن معنى.

هذا ما بدا لنا ولعل وهمنا أكثر من صوابنا، وعلمه فوق كل ذي علم.

أصل كلمة استانبول

س - بغداد - أحد الباحثين: ما أصل كلمة استانبول، وما علاقتها ب (اسلامبول)؟

ج - قبل أن نجيب على السؤال علينا أن نعلم أن اليونانيين المولدين أي الروم البوزنطيين كانوا يكتفون بتسمية دار ملكهم بالمدينة وباليونانية بولس في حالة الرفع، وبولن في حالة النصب، وكذلك كان يفعل الرومان في تسمية رومة بقولهم المدينة أي اربس وكان العرب يسمون يثرب (المدينة) وهكذا يفعل أصحاب اللغات الأخرى في أسماء مدنهم الرئيسية فإذا علمت هذا عرفت أن استانبول منحوتة من قولهم أي (إلى المدينة) لأن الترك كانوا يسمعون الروم يقولون: إننا ذاهبون (إلى المدينة) فظن الترك أن اسم القسطنطينية عند الروم (استنبولن أو استن بولن) ثم حذفوا علامة النصب وهي النون فصارت استنبول أو استانبول. ولنا شاهد على ذلك الكلام المسعودي في كتابه التنبيه والإشراف ص ١٣٥ وما يليها إذ يقول (. . . غير أن الروم يسمونها (أي يسمون القسطنطينية) إلى وقتنا هذا المؤرخ به كتابنا: (بولن) ولا يدعونها القسطنطينية.) اهـ كلام المسعودي.

ولما علم الترك بعد حين أن (بول) (أي بولس) تعني المدينة سموها: (اسلامبول) أي مدينة الإسلام، لأنها أصبحت دار سلطان المسلمين الكبرى. ومنها يصدر الحكم إلى سائر المدن الإسلامية. وفي استانبول عدة لغات ذكر منها صاحب تاج العروس في مادة (ق س ط) اسطنبول وإسلام بول واصطنبول أما سائر الإخباريين فأنهم ذكروا أيضا استنبول واسطانبول واصطانبول وهناك من صحفها بصور شنيعة فلا حاجة إلى ذكرها فاجتزأنا بما اشتهر منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>