للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهير في كتابه (مجلس النساء) وعد كثيرا من أقواله هراء لا آراء صائبة.

وإذا كان هناك من أعجب برأي أفلاطون، فإنما أعجب بما فيه وفي سائر تآليفه من الآراء الحسنة. وأما سائر ما نطق به فليس من الطبقة المذكورة.

هذه من جهة السفر في حد نفسه وأما من جهة نقله إلى لغتنا فالظاهر أن ذلك وقع أول مرة لأننا لم نقع على من عربه ولا من ذكر نتفا منه في تأليفه ولهذا خدم المقتطف أبناء لغتنا خدمة جليلة بإهدائه لهم هذه التحفة.

أما من جهة صحة العبارة، فكنا نتوقع أن تكون أحسن مما هي عليه وأول ما فتحنا هذه الترجمة وقع نظرنا على ص ٣ فقرأنا فيها ما نقله:

(قال سقراط: انحدرت البارحة إلى بيرايوس صحبة غلوكون، بن أريسطون لتقديم العبادة للآلاهة مع الرغبة في مشاهدة حفلات العيد، وكيفية إقامتها وقد اعتزموا على ممارستها للمرة الأولى فسرني موكب مواطني الأثينيين، على أن مواكب الثراكيين لم يكن دونه بهاء. وبعد الانتهاء من مراسم العبادة. . . قفلنا راجعين إلى أثينا. فرآنا بوليمارخس. . . فأرسل غلامه يستوقفنا ريثما يصل هو. فأمسك الغلام بأطراف ردائي من وراء قائلا: سيدي بوليمارخس يرجوكما انتظاره قليلا. فالتفت وسألته: أين هو؟ قال: هاهو قادم. . .

فنلاحظ أن المترجم نقل إلى البارحة وهذا من كلام العوام وكان الأصح أن يقول أمس. أما البارحة فهي وقوله: صحبة غلوكون. من كلام المولدين وقد أشار إليه الحريري في ص ٢٢٤ من طبعة دساسي ٨٤٩ والأحسن أن يقال غلوقن.

وقال غلوكون وقد خالف المترجم مصطلح العرب في موطنين من هذه الكلمة الأول أنهم قالوا غلوقن بالقاف أو اغلوقن بالألف في الأول والثاني أنه جعل حرفين ممدودين في العلم الواحد واليونانيون والرومانيون لا يعرفون ذلك إذ يخالف مزايا لغاتهم. والعرب المترجمون قد أدركوا هذه الحقيقة فلم يجمعوا في كلمة واحدة مدين معا. ولهذا قالوا غلوقن بحذف الواو الثانية قبل النون لأن ذلك يفسد اللفظة. راجع كتاب الحكماء لابن القفطي فأنه قال اغلوقن أو غلوقن (ص ٩ و١٢٥ من

<<  <  ج: ص:  >  >>