للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حزب أعداء عثمان. وقد روى المبرد في أخبار الحجاج من كامله ج ١: ٢٧٤ (ثم نزل فوضع للناس أعطياتهم فجعلوا يأخذون حتى أتاه شيخ يرعش كبرا، فقال: أيها الأمير أني من الضعف على ما ترى ولي ابن هو أقوى على الأسفار مني فتقبله بدلا مني، فقال الحجاج: نفعل أيها الشيخ. فلما ولى قال له قائل: أتدري من هذا أيها الأمير؟ قال: لا. قال هذا عمير بن ضابئ البرجمي الذي يقول أبوه:

هممت ولم أفعل وكدت وليتني ... تركت على عثمان تبكي حلائله

ودخل هذا الشيخ على عثمان مقتولا فوطئ بطنه فكسر ضلعين من أضلاعه) فقال ردوه فلما رد قال له الحجاج أيها الشيخ هلا بعثت إلى أمير المؤمنين عثمان بدلا يوم الدار؟ إن في قتلك أيها الشيخ لصلاحا للمسلمين. يا حرسي أضربن عنقه) فبعد تقبل الحجاج منه البدل وتحريض تلك الوليجة على قتله لا يقال (قتله بحجة التأخر) إلا إذا استعملت الحجة على حسب اصطلاح عوام العراق فهم يريدون بها (الحجة الباطلة).

٦٦ - وورد في ص ٢٠٠ قول حميد بن ثور:

فلم أر مثلي شاقه صوت مثلها ... ولا عربيا شاقه صوت أعجما

فقال محمد بهجة الأديب (يقول لم أفهم ما قالت ولكني استحسنت صوتها واستحزنته فحننت له) وقال المبرد في كامله (٣: ٦٥) (يقول: لم. أفهم ما قالت ولكني استحسنت صوتها واستحذقته فحننت له) ولو ترك الأثري التفسير لصاحبه لألبسه جلالا على قشابة فصاحته ولو فسره بأفصح من هذا لقلنا: أديب تفنن، ألا ترى المبرد يقول في الكامل (١: ٢٢)

وليس لقدم العهد يفضل القائل ولا لحدثان عهد يهتضم المصيب ولكن يعطى كل ما يستحق).

٦٧ - وورد في ص ٢٠٧ قول مالك بن الريب المازني لما مرض في غربته:

غداة غد يالهف نفسي على غد ... إذا أدلجوا عني وأصبحت ثاويا

ففسر الأثري الأديب (ثاويا) ب (مقيما) مع أن الشاعر يريد (ميتا) لأنه كان مريضا ويؤيد هذا قوله بعد ذلك:

واصبح مالي من طريف وتالد ... لغيري وكان المال بالأمس ماليا

مصطفى جواد

<<  <  ج: ص:  >  >>