للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نعم أن كثيرين أنكروا دوي وزان روى الثلاثي. لخلو معاجم اللغة منه، إلا أنه شاع بين كثيرين من الكتاب مدعين أن المصدر إذا وجد. وجد الفعل نفسه والمعروف أن الدوي فعيل وورود المصدر على هذا الوزن مسموع فقد قالوا مثلاً رحيل وبريق ووميض ورسيم وذميل ووجيف ونعيب وشهيق وصهيل ونهيت إلا ما لا حد له. ولا سيما فعيل وأرد مصدراً للأصوات فدوى عندنا من هذا القبيل وأن قال اللغويون أن الدوي أسم لا مصدر فالذي عندنا هو مصدر ومنه الاسم.

وقد شبه الأقدمون أدعية الرهبان وصلواتهم بدوي النحل. فإذا جاز لنا أن نرى الداوية من الألفاظ العربية قلنا أنهم سموا كذلك لأنهم كانوا يصلون جميعاً معاً فيحصل من دعائهم هذا

دوي فسموا بالداوية.

أما الذي عندنا فالداوية تصحيف (التامبليه) الفرنسية لا غير. يشهد على ذلك اختلاف روايات المؤرخين في ذكرها فقد جات الداوية والدواوية (راجع مجاني الأدب ٦: ٣٢١) والفداوية (فيه ٦: ٣٢٢) والراوية (منتخبات من كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية طبع باريس في سنة ١٨٩٨ في ص ١٨٥ حيث يقول وردت في بعض النسخ الراوية) والديوية (في الكتاب المذكور ص ٢٩٩) وفي غير هذا الكتاب روايات أخرى. وكان عندنا نسخة تامة من كتاب الروضتين يذكر الداوية باسم التاوية وأخرى بصورة التابية ومراراً عديدة: التاملية وبعض الأحيان التامية. ومن اختلاف هذه الروايات في كل صفحة بصورة من الصور يرى أن النساخ لم يفهموا معناها لغرابتها أو لعجمتها. ولا جرم أن الكلمة أعجمية وأنها من الفرنسية.

وكذلك القول في الاسبتارية فأنها لم ترد في جميع النسخ أو الكتب بهذه الصورة بل تختلف بين الأستبار والأشتبار والأستبارية والأستيارية والأسبتالية والأسبتارية إلى غيرها وهذه أيضاً من الافرنسية كأختها المذكورة.

وكل ذلك يذكرنا بأن أستاذنا السيد محمود شكري الآلوسي كان يقول أن الأنفلونزة (وهي النزلة الوافدة) مأخوذة من العربية العامية (أنف العنزة) لأن أنف المصاب بهذا الداء يسيل مادة تشبه المادة التي تجري من أنف العنزة. وسمعنا

<<  <  ج: ص:  >  >>