للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعض الأدباء من أبناء حاضرتنا يسمي الأمنيبوس: (أم البوس) - وقرأنا في النشرة الزراعية الموضوعية في (أسماء النباتات في العراق) أن الأوكالبتوس يسمى في العراق (كلمطوز) وسمعنا كثيرين يسمونه (قلم طوز) فلا جرم أن الأصل هو (أو) كلبتوس) فقلبوا الكاف قافاً والباء ميمياً والتاء هاء والسين زاياً وكل ذلك لمجاورة هذه الأحرف بعضها بعضاً فصارت إلى لذي ولم يكف بعضهم هذا التصحيف بل ادعوا أن الألفاظ الإفرنجية هي من العربية. فقد ذكرنا لماذا قيل الإنفلونزة أنف العنزة وأما سبب التسمية الحافلة بأم البوس فلان حالة العراق في جوه حار وبرد، غبار وطين جعلتهم يعتبرون تلك العجلة كالأم التي تباس (أي تلثم) وسبب تسمية القلمطوس بهذا اللفظ هو أن الأقلام المتخذة من عوده تبقى على حالتها والطوس دوام الشيء. ثم قلبوا السين زاياً تسهيلاً للفظ. وفي كل هذه الشروح والتأويل من الخرافات

الظاهرة مالا يخفي على أحد فكيف على العاقل؟.

شمخ بأنفه تشميخاً

س بغداد: م. م - قرأت في جريدة (البلاد) في عددها ال ٤٠ مقالة حسنة الوشي لناسجها (الأستاذ محمود الملاح) عنوانها: (ساعة المغيب في الكرادة الشرقية) وفي مطاويها هذه العبارة: قد فاز بها (مقهى الكرادة الشرقية) بخصال استأثر بها دون (كارلتون) المشمخ بأنفه على ضفاف دجلة) - فهل شمخ بأنفه (من باب التفعيل) معروف في اللغة؟.

ج - كاتب المقالة التي تشيرون إليها كثيراً ما يستشير (المنجد) وهذا المعجم خلاصة أقرب الموارد للشرتوني وهذا الديوان نسخة ثانية من محيط كما أن (البستان) نسخة ثالثة منه وما محيط إلا طبعة عربية لمعجم فريتغ. أذن على من أراد أن يحقق أغلاط هذه الدواوين اللغوية الحديثة الوضع أن يرجع إلى هذا الأصل وينظر في المورد الذي ورده فريتغ وقد راجعناه فرأينا يقول أن شمخ بأنفه تشميخاً منقول عن مقامات الحريري في ص ٢٤٧ دساسي فتصفحناها فإذا فيها هذه العبارة المقامة الرابعة والعشرين المعروفة بالقطيعية: (ثم شمخ بأنفه صلفاً ونأى بجانبه أنفاً) وكل من له أدنى إطلاع على كلام السلف يعلم أن لا وجود لشمخ تشميخاً

<<  <  ج: ص:  >  >>