للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأن عدوى هذا الغلط سرت من الإفرنج إلى محدثي أبناء العرب على حد ما سرى الداء الإفرنجي إلى أبناء وطننا العزيز.

على أن صاحب (المنجد) زاد في المادة غلطاً آخر في الطبعة الأخيرة منه وهي الطبعة التي سماها صاحبها (الطبعة الخامسة المكملة: فقد قال في مادة ش م خ: (وشمخ) أنفه وبأنفه: رفعه اعتزازاً وتكبراً فهو (شامخ) أه. وقد ضبط شمخ بشد الميم بعد أن ذكر شمخ المجرد بأربعة اسطر. أذن وقع في هذه العبارة غلطان شنيعان الأول: اتخاذه شمخ من الباب الثاني في المزيد الذي لا وجود له في كلام السلف الخلص والثاني - وهو أفظع وأشنع - قوله: فهو شماخ) وشماخ كشداد صيغة مبالغ فيها مشتقة من شمخ المجرد ولا أعلم كيف هوى حضرة المؤلف الهوى السحيق مع أنه قال في ص (ز) من المقدمة: (أوزان المبالغة كلها سماعية ولا تبنى إلا من الثلاثي ومما شذ: دراك ومعطاء ومهوان ومحسان ومتلاف ومملاق ومخلاف من أدرك وأعطى وأهان وأحسن وأتلف وأملق وأخلف) فلم يذكر بينها شماخ أذن شماخ من شمخ المجرد.

وفي قوله: مهوان من أهان غلك آخر لأن في معنى المهوان مدحاً لا ذماً بخلاف قولهم أهانه الذي معناه: أستحقره واستهزأ به وأستخفف ولم يأت أبداً بمعنى لأن. ومعنى مهوان الكثير اللين فكيف يكون من أهان؟ أما أن المهوان هو للمدح فمما لا شك فيه قال الكميت:

شم مهاوين أبدان الجزور مخا ... ميص العشيات لا خور ولا قزم

وأما اللفظة التي تشبه المهوان وهي من الرباعي فهي المعوان المشتقة من أعان ولعل لصاحب المنجد عذراً خطأ الطبع لأنه ذكر المعوان بقوله: الكثير المعونة للناس ولم يذكر المهوان بالهاء بعد الميم بأي معنى كان وبأي صورة كانت.

ومن صيغ المبالغة الواردة على مفعال ومشتقة من الأفعال المزيد فيها ما ذكره لنا صديقنا مصطفى أفندي جواد إذ قال: (أن قصرهم قياس - مفعال للمبالغة - على الفعل الثلاثي ليس بشيء فأنه يصاغ من غير الثلاثي إلى الخماسي صوغاً مطرداً لا شاذاً كما ادعوا ومن ذلك قولهم: مكرام من أكرم، ومعطاء من أعطى ومنجاد من أنجد، ومكثار مكن أكثر، ومعوان من أعان، ومطلاق من أطلق أو طلق

<<  <  ج: ص:  >  >>