للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يود البابا انشنسيوس الثاني عشر أن تكون الأنوار الإلهية متهيئة لذلك الملك النبيل الواسع الاقتدار إذ طرق أسماعنا ما في دياركم من الراحة والطمأنينة اللتين يتمتع بهما سكان مملكتكم المترامية الأطراف الواسعة النطاق، مؤملين أن تكون لجماعة الأباء الصغار المنتمين إلى القديس فرنسيس والمعدودين من أهل الفضل والعرفان، الراحة والرفاهية في ظلكم، ولا سيما أنهم قد غضوا أبصارهم عن اللذائذ الدنيوية وحرموا على أنفسهم طيب العيش ليصلوا بأنفسهم ويوصلوا أنفس الغير إلى بارئها، مهتدين بهدى الديانة المسيحية، ومستضيئين بأنوارها. فنرجوكم وثيق الرجاء بأن تتفضلوا على هذه الطائفة التي لها قسط

من الفضل والعلم فتأذنوا لهم إذناً تاماً ليكونوا أحراراً في الممالك التي تحت سلطتكم، ولا سيما بلاد (كنجة وكرجستان) فيتمكنوا من أن يجروا ما يرونه لازما من الأمور الدينية وشؤونهم الروحانية في داخل البيوت الخالية أو البيع والصوامع ويعتمدوا على نفوذكم وسلطانكم في مقاصدهم الإلهية. والرجاء من مقامكم أيضاً أن تأمروا بإصدار الأوامر المؤكدة إلى خدامكم والمنتسبين إليكم بأن لا يمنعوهم أو يعارضوهم في شؤونهم وتعاقبوا عقاباً صارماً كل من يخالف أمركم العالي.

هذا وأن الابن المحبوب فليكس مريم دسلان الذي هو من الأفاضل يظهر لكم ما يكنه خاطرنا وما يجول في خلدنا. ونؤمل الأمل العظيم أن تعيروا أسماعكم للأجوبة التي يعرضها عليكم الأب المذكور من قبل خلافتنا وفي هذه الآونة ندعو لكم ونرجو من أبينا أن يفيض عليكم أنوار مراحمة الباهرة ويحيطكم بأشعتها المتلألئة لتحصلوا على الصدق والاستقامة التامة.

كتب في كنيسة مريم الكبرى وختم بختم الصياد في اليوم ال ٢٦ من النيروز الإفرنجي سنة ١٦١٩ بعد ميلاد المسيح.

(لغة العرب) هذه السنة توافق عام ١٠٢٩هـ وكان شاه إيران يومئذ عباس الأول الكبير الصفوي الذي دخل بغداد في سنة ١٠٣٣هـ ١٦٢٤م ولهذا نظن أن الرسالة الأتي نصها له لا للسلطان حسين آخر سلاطين الصفويين كما ذكر لنا ودونك نصها:

<<  <  ج: ص:  >  >>