للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسالة الشاه

بينما نحن مشتغلون بنشر أعلام الشريعة الطاهرة المحمدية، وترويج آثار أجدادنا الكرام الذين شيدوا صروح السنة الإسلامية، إذ ورد إلينا كتابكم المنطوي على خالص الود ومزيد الألفة والالتئام على يد حاملة زبدة الأشباه والأقران (فيلكس مريم دسلان) فطالعناه وفهمنا ما تضمنه أشعاركم من بذلنا الدعاية للقساوسة والرهبان الذين يقطنون هذه الممالك الفسيحة المسالك. ولا يخفي على رأيكم الرزين وعقلكم المتين ونصفتكم الأرسطوطالية كما لا يخفى على سائر الأعاظم والملوك في الديار الإفرنجية أن بيتنا العالي وسلالتنا ينتهي نسبها إلى الثمرة الطيبة المصطفوية وينتمي أصلها إلى أصداف بحر المكارم المرتضوية ولذا نرى من الواجب علينا أن نقوم بحفظ البيضة ونشر أو أمر الكتاب العزيز وإبلاغه نواهيه.

وغير خفي على أصحاب العقول النيرة وأرباب العقل والبصيرة أن المذهب الحق والمنهج الصدق الذي نتبعه جاء مانعاً للعصبية الجاهلية ومبيناً للناس طريق الحق من الظلال ولا يكره أحداً على اتخاذ طريقته المثلى وسنته العليا، ولا سيما القساوسة وجماعة الرهبان المسيحيين الذين قد شملوا بعناية وتوصية تلك الذات الكريمة التي تعتبر قدوة ملوك في الديار الإفرنجية وجميع الأمراء المسيحيين، فهم متمتعون دائماً بعوارفنا الملوكية والطائفية الشاهانية. وليس هناك أي مانع لمكثهم بين الطبقات المسيحية في تلك الجهات ولتعلم الجلة أمر أحكام الدينية اللازمة وسوف يكونون آمنين ومطمئنين في ما يريدون إجراءه من الأمور الخاصة بشريعتهم. أما الرسول المشار إليه فأنه صرف بكل إعزاز وإكرام بعدها حظي بتشرفنا وتشرف بخلعنا ومواهبنا الملوكية.

التوقيع

تاريخ هذا الكتاب يوافق زمن السلطان حسين الصفوي آخر ملوك السلالة الصفوية.

انتهت ترجمة ما كان بالفارسية.

محمد صادق الحسيني

<<  <  ج: ص:  >  >>