وطريقة توزيع الأراضي الزراعية في هذا اللواء لا تشبه الطرق المتبعة في بقية الألوية. بل توزع على شيوخ القبائل بطريق الأفدان المعروفة في القرون الوسطى بأن يعطي الشيخ الفلاني المقاطعة الفلانية لمدة تتراوح بين السنتين والخمس سنوات ويكون الشيخ في
غضون هذه المدة حر التصرف فيها لا ينازعه إياها منازع ولا يلتزم بتشغيل الفلاح الفلاني أو إرضاء الشيخ الفلاني أو خطب ود الحكومة. ولقد بحت أصوات الناقمين على هذه السياسة المتبعة منذ تأسيس لواء العمارة ولكن الحكومة لا تصغي إلى نقد الناقدين أو صراخ المستغيثين اعتقاداً منها أن من شأن هذه الطرقة في توزيع الأراضي الزراعية مد ظلال الأمن على جميع ربوع اللواء في حين أن الألوية التي تعطي فيها الأراضي الأميرية بطرق (التسقام) أي التكليف تسعر نار الفتن والاضطرابات فيها بين آونة وأخرى.
ولست ممن يستحسن أو يقبح شيئاً من هذا القبيل إلا أني أقول كلمة واحدة طالما سمعتها من أفواه العماريين والرجال المصلحين وهي أن طريقة توزيع الأراضي الزراعية في لواء العمارة أشبه شيء بالطرق المتبعة في القرون الوسطى المعروفة بقرون الأفدان والفروسية وكفى.
٣ - تنظيمات اللواء الإدارية
يتقوم لواء العمارة من قضائين هما (قضاء علي الغربي وقضاء قلعة صالح) ومن ناحية واحدة يقال لها (ناحية المشرح) ومركز اللواء الذي مر البحث عنه وأربع قرى مهمة: وهي المسيعيدة وكميت والمجر الكبير والمجر الصغير. وكيفية إدارة هذه القرى تكون بتعيين رئيس بلدية لكل منها ولهذا الرئيس سلطة جزائية محدودة من الدرجة الثالثة للنظر في الدعاوي الجزائية الطفيفة التي تحدث في قريته، وجميع هذه القرى مربوطة بمركز اللواء رأساً.
وهذه القرى الأربع معمورة عمراناً يناسب مركزها وأهميتها الزراعية. واليك الآن بعد كل منها عن مركز اللواء مع زمن تمصيرها ونفوسها حسب الإحصاء الرسمي الأخير.
فقرية المسيعيدة قائمة على ضفة نهر الكحلاء اليمنى في محل يبعد عن الشمال الشرقي لمدينة العمارة ١٩ ميلاً وكانت قبل تعرف بالقلعة. وهي القلعة التي