للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم نقلها إلى وهي أشهر من أن تذكر ومنهم من أسقطها كما في حواء ونوح وبيت لحم وهي أيضاً مشهورة ومنهم من ينقلها إلى كما يفعل الأسبانيون فيقولون في الحبق والكحل والحجام والحاج والخبل أذن لم يبقى صعوبة في نقل الحاء إلى الأحرف فهل بعد هذا الإيضاح من يستطيع أن ينكر أن الكلمة اللاتينية هي من العربية هذا فضلاً عن وحدة المعنى بخلاف ما ذكره الباكوي نقلاً عن لغوي الإفرنج.

ومما يدلك على أن رأيه فائل ذكره ألفاظاً عديدة وعدم تثبته في واحد منها. فقد قال: (أن الكلمة اللاتينية قريبة من حفن؟. أو قحف أو جحف (؟) وهي من أصل واحد يرجع إلى لغة واحدة كانت شائعة بين الأمم السامية والهندية الأوربية قبل أن تفترق وهو ما يرجحه اليوم علماء اللغة ولهم على ذلك أدلة لا تحصى. . .) انتهى كلامه - وهذا كله في منتهى الغرابة فأن من بعد أن أنكر أصلها العربي عاد فقال أنها تتصل بالسامية وما ذلك إلا لأنه لا يود أن تكون نسبة بين اللاتينية والعربية مع وضوح هذه القرابة لأن معنى اللفظتين واحد ويكاد يكون لفظهما واحداً. فأين بقي هذا الاعتراض البارد؟.

وقال: (واعتراضنا الثاني على تعليل أو تأصيل الكلمة المذكورة هو أن الباء - أو ال أو

ال أو ال في اللغات الأوربية لا تقابل الواو - العربية بل الباء أو الفاء مثال ذلك). . . أه. قلنا: نحن نكلمه بالعربية وهو يجيبنا بالروسية أو باليونانية. نحن قلنا أن (واو) حوى نقلت إلى الإفرنجية. وهو يقول لنا: أن الباء الإفرنجية أو. . . لا تقابل الواو العربية؟ أفيحق لهذا الرجل أن يدعي أنه يفهم العربية؟ ومع ذلك نجيب عن اعتراضه بشواهد لا يمكنه أن ينكرها، فنقول:

أن شواهد نقل الواو إلى (الباء) ترى في العربية نفسها وهي أكثر من أن تحصى نحو نبه باسمه ونوه. الباشق والواشق. بكباكة ووكواكة البزمة والوزمة وما له حبربر ولا حورور إلى غيرها وهي لا تحصى. فإذا كان ذلك أيضاً نقل الألفاظ التي فيها واو عربية إلى باء ثم تنقل إلى الإفرنجية بالباء، هذا وليس

<<  <  ج: ص:  >  >>